باب فى تعليق الأجراس
حدثنا محمد بن رافع حدثنا أبو بكر بن أبى أويس حدثنى سليمان بن بلال عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال فى الجرس « مزمار الشيطان ».
كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم حريصًا على تَربيةِ المسلمينِ على الفضائلِ، وألَّا تَنشَغِلَ قلوبُهم بغيرِ الطَّاعاتِ، ومِن ذلك أنْ أرشَدَ النَّاسَ إلى عدَمِ الإقبالِ على المَعازِفِ وآلاتِ الطَّرَبِ واللَّعِبِ وما يُشابِهُها
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أبو هريرةَ رَضِي اللهُ عنه: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم قال في الجَرَسِ: مِزمارُ الشَّيطانِ"، أي: هي الآلةُ الَّتي يَستَخدِمُها الشَّيطانُ في إغواءِ النَّاسِ وإلهائِهم عنِ الذِّكرِ والطَّاعاتِ، والجَرَسُ: هو الآلةُ الَّتي تُصدِرُ صوتًا للتَّنبيهِ، وقد تُعلَّقُ في رِقابِ الخيلِ والدَّوابِّ، ويَصْدُرُ عن صوتِها أنغامٌ وألحانٌ لها رَنينٌ، تُشبِهُ فيه آلاتِ اللَّهوِ والطَّرَبِ في هذا الجانبِ، وقد قيلَ: إنَّ الجرَسَ يُشبِهُ ناقوسَ النَّصارَى الَّذي يَدْعون به إلى صَلاتِهم، فكَرِهَه النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ لذلك، أو لأنَّ الجرَسَ بصَوتِه يَدُلُّ على مكانِ أصحابِه إذا كانوا مُسافِرين فرُبَّما دهَمَهم عدوٌّ وهو يتَتبَّعُ صوتَ الجرَسِ فيَجلِبُ عليهم الشَّرَّ
وفي الحديثِ: الزَّجرُ عنِ استِخْدامِ الجرَسِ وما يُشبِهُه مِن الآلاتِ، والزَّجرُ عن مَزاميرِ الشَّيطانِ، وكلِّ ما يُلْهي عنِ الطَّاعاتِ والذِّكرِ