باب فى تعليق التمائم
حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن ابن أخى زينب امرأة عبد الله عن زينب امرأة عبد الله عن عبد الله قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « إن الرقى والتمائم والتولة شرك ». قالت قلت لم تقول هذا والله لقد كانت عينى تقذف وكنت أختلف إلى فلان اليهودى يرقينى فإذا رقانى سكنت. فقال عبد الله إنما ذاك عمل الشيطان كان ينخسها بيده فإذا رقاها كف عنها إنما كان يكفيك أن تقولى كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « أذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافى لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ».
كان من هديه صلى الله عليه وسلم العلاج بالرقية، فكان صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه إذا مرض، وكذا يرقي من اشتكى من أهله ومن غيرهم
وفي هذا الحديث تخبر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ذهب يزور مريضا أو إذا جيء إليه بمريض، وفي رواية عند البخاري: «كان يعوذ بعض أهله، يمسح بيده اليمنى» يدعو له ويقول: «أذهب البأس رب الناس»، أي: أذهب المرض والشدة يا خالق الناس ورازقهم ومدبر شؤونهم، «واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك»، أي: أكرر الدعاء لك بشفائه، وأنت وحدك القادر عليه، فالشفاء الحقيقي من عند الله سبحانه وتعالى، وتدبير الطبيب ونفع الدواء لا يؤثر في المريض إذا لم يقدر الله تعالى الشفاء، «شفاء لا يغادر سقما»، أي: شفاء مطلقا لا يترك أي مرض أو أثر له، وفائدة التقييد بذلك أنه قد يحصل الشفاء ويبقى من الألم بقية، أو أنه قد يتولد عن ذلك المرض مرض آخر
وفي الحديث: إشارة إلى أن الدواء والتداوي ينفع إن صادف تقدير الله تعالى، وإلا فلا ينجع
وفيه: الترغيب لمن يزور المريض أن يدعو له بهذا الدعاء المبارك المأثور