باب فى ذبائح أهل الكتاب

باب فى ذبائح أهل الكتاب

حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا عمران بن عيينة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال جاءت اليهود إلى النبى -صلى الله عليه وسلم- فقالوا نأكل مما قتلنا ولا نأكل مما قتل الله فأنزل الله (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) إلى آخر الآية.

التشريع حق من حقوق الله عز وجل وحده، ولا يطاع فيه أحد من المخلوقين غير الأنبياء الذين يبلغون التشريعات عن الله، فمن أطاع أحدا من المخلوقين في التشريع؛ فإنه قد اتخذه شريكا لله عز وجل
وفي هذا الحديث يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "أتى ناس النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، أنأكل ما نقتل"، أي: ما نذبحه، "ولا نأكل ما يقتل الله؟"، والمراد: الميتة، وكأنهم تعجبوا من ذلك؛ لأن الميتة أولى بالحل من المذبوحة، ولأن المذكاة أنتم الذين ذبحتموها، وأما الميتة فالله هو الذي قتلها؛ فأنزل الله قوله تعالى: {فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين * وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين * وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون * ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} [الأنعام: 118 - 121]، أي: فأخبر الله عز وجل بأن قياسهم خطأ وأسقط شبهتهم، وأظهر الفارق بين الميتة والذبيحة، وهو أن الذابح ذكر اسم الله على ذبيحته، والميتة لا يكون عليها ذكر اسم الله، وقوله: {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}، أي: إن أطعتم المشركين في استحلال الميتة وكنتم مخالفين لأمر الله باجتنابها، كنتم مشركين بطاعة أولئك الكفار، واتباع ما يخالف شرع الله تعالى، وقيل: إن عدلتم عما شرعه الله لكم إلى قول غيره فقدمتموه فهذا يكون شركا
وفي الحديث: الحث على اتباع أمر الله وطاعته فيما شرع وما بلغ عنه رسوله صلى الله عليه وسلم