باب فى قتال الخوارج
حدثنا محمد بن عبيد ومحمد بن عيسى - المعنى - قالا حدثنا حماد عن أيوب عن محمد عن عبيدة : أن عليا ذكر أهل النهروان فقال : فيهم رجل مودن اليد أو مخدج اليد أو مثدون اليد لولا أن تبطروا لنبأتكم ما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد -صلى الله عليه وسلم-. قال قلت : أنت سمعت هذا منه قال : إى ورب الكعبة.
لقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيخرج بعده خوارج يقاتلون أهل الإسلام، وذكر صفاتهم وعلامتهم، وقد وقع ذلك في عهد الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وفي هذا الحديث يحكي عبيدة السلماني: "أن عليا ذكر أهل النهروان"، أي: ذكر صفتهم وشأنهم، والمراد بهم الخوراج، والنهروان: تقع جنوب شرق بغداد بالعراق على بعد 35 كم تقريبا، والجزء الشمالي منها يقع قريبا من ملتقى نهر ديالى مع نهر دجلة، فقال: "فيهم رجل مودن اليد، أو مخدج اليد، أو مثدون اليد"، والمودن: المخدج، فهو ناقص اليد، والمثدون هو صغير اليد مجتمعها، وهذه الصفات المتعددة ليد الرجل المذكور جاءت موضحة في رواية أخرى: "أن فيهم رجلا له عضد ليس له ذراع، على رأس عضده مثل حلمة الثدي، عليه شعرات بيض"، ثم قال علي رضي الله عنه: "لولا أن تبطروا لنبأتكم ما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم"، أي: إن ثواب قتل الخوارج عظيم، ولا تتصوره عقولهم، لدرجة أنه يخاف عليهم إذا ذكره لهم، والبطر هنا: هو شدة الفرح أو الطغيان عند حدوث النعمة
قال عبيدة: قلت لعلي بن أبي طالب: "أنت سمعت هذا منه؟"، أي: من رسول الله؟ قال علي: "إي ورب الكعبة"
وفي الحديث: بيان علامة الخوارج الذين خرجوا في عهد الخليفة علي بن أبي طالب
وفيه: أن ثواب قتل هؤلاء الخوارج عظيم
وفيه: علامة من علامات النبوة