باب في بيان كثرة طرق الخير 16
بطاقات دعوية
عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «من صلى البردين دخل الجنة». متفق عليه. (1)
«البردان»: الصبح والعصر.
فضل الله عز وجل بحكمته بعض العبادات على بعض؛ لما تتميز به، وجعلها سببا لدخول الجنة، ومن تلك الأعمال ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن فضل صلاتي البردين، وهما الفجر والعصر، وسميتا بهذا الاسم؛ لأنهما يقعان في وقت إبراد الجو وتلطفه في الصباح حيث تظهر رطوبة الهواء وبرودته، وعند العصر حيث يظهر انكسار حرارة النهار والدخول في وقت اعتدال الجو، حيث بين النبي صلى الله عليه وسلم أن من صلى هاتين الصلاتين بحقهما دخل الجنة.وخص هنا الفجر والعصر؛ لأن الفجر يكون عند لذة النوم، والعصر يكون عند اشتغال الإنسان بعمله، فمن حافظ عليهما كان من باب أولى أن يحافظ على بقية الصلوات. وقيل: إنما خصتا بالذكر والتأكيد؛ لفضلهما باجتماع ملائكة الليل وملائكة النهار فيهما، وتعاقبهم وصعودهم إلى السماء فيخبرون الله بأحوال العباد وهو أعلم بهم؛ فالأولى أن يكون العبد على طاعة في هذين الوقتين ليفوز بالجنة، وقد قال تعالى مصداقا لذلك: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} [ق: 39].وفي الحديث: فضل المحافظة على صلاتي الفجر والعصر.وفيه: عظم أجر العبادة وقت التشاغل والغفلة