باب في بيان كثرة طرق الخير 19
بطاقات دعوية
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سرق منه له صدقة، ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة». رواه مسلم. (1)
وفي رواية له: «فلا يغرس المسلم غرسا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا طير إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة». وفي رواية له: «لا يغرس مسلم غرسا، ولا يزرع زرعا، فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء، إلا كانت له صدقة».
وروياه جميعا من رواية أنس - رضي الله عنه.
قوله: «يرزؤه» أي ينقصه.
ما من عبد مسلم يقوم بعمل نافع إلا كتب الله به الأجر والثواب
وفي هذا الحديث ينبه النبي صلى الله عليه وسلم على فضل الغرس والزرع، وأنه ما من مسلم يغرس أو يزرع شيئا، فيتعدى نفع هذا الزرع، فيأكل منه الإنسان أو الطير أو البهيمة، وكل ذات روح من دواب البحر والبر، وكل حيوان لا يميز فهو بهيمة؛ إلا كان له أجر بذلك، وإنما خص المسلم بالذكر؛ لأنه ينوي عند الغرس -غالبا- أن يتقوى المسلمون بثمر ذلك الغرس على عبادة الله تعالى، ولأن المسلم هو الذي يحصل له ثواب، وأما الكافر فلا يحصل له بما يفعله من الخيرات ثواب، وغايته أن يخفف العذاب عنه، وقد يطعم في الدنيا، ويعطى بذلك
وفي الحديث: بيان فضل الزراعة، والعمل بالحرث
وفيه: الحض على عمارة الأرض ليعيش الإنسان بنفسه، أو من يأتي بعده ممن يؤجر فيه