باب قرب الساعة
بطاقات دعوية
حديث ابن مسعود قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء
يوم القيامة لا يعلم موعده إلا الله سبحانه، ولكن قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ببعض العلامات الصغرى والكبرى التي إذا ظهرت، فإن القيامة تكون قد أظلت الناس
وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم على من تقوم الساعة، فيقول: "إن من شرار الناس من تدركه الساعة، وهم أحياء"، أي: من تقوم القيامة، وهم أحياء، فإن القيامة تقوم على شرار الخلق، وهذا بعد ظهور علامات الساعة الكبرى كطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، وسائر الآيات العظام، وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها الذي أخرجه مسلم، ما يشير إلى بيان الزمان الذي يقع فيه ذلك، وفيه: "لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى"، وفيه: "يبعث الله ريحا طيبة، فتوفى كل من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم"، وفي رواية أخرى عند مسلم أيضا: "لا تقوم الساعة، وعلى وجه الأرض أحد يقول: الله الله" وبذلك يكون كل المؤمنين قد توفاهم الله، ولم يبق إلا الأشرار والكفار، فتقوم عليهم القيامة، "ومن يتخذ القبور مساجد" ويحتمل في ذلك معنين؛ الأول: أن يتخذ القبر مسجدا، إما بالسجود إليه تعظيما له، أو بجعله قبلة يتوجه إليه في الصلاة، ويقصدونه بعبادتهم، والثاني: أن يوضع في المسجد قبر؛ وفي هذا تعظيم له وهو أيضا مخالف؛ لأن الصلاة عند الشيء تعظيم له؛ ولما في ذلك من الذريعة إلى عبادتها والاعتقاد فيها، وهذا من الشر الذي يكون عليه الناس
وفي الحديث: تحذير شديد ونهي أكيد أن تتخذ القبور مساجد