باب قصر قراءة الصلاة فى السفر
حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عدى بن ثابت عن البراء قال خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فى سفر فصلى بنا العشاء الآخرة فقرأ فى إحدى الركعتين بالتين والزيتون.
جاءت الشريعة الإسلامية باليسر ورفع الحرج عن المكلفين في العبادات وغيرها، لا سيما في السفر الذي هو مظنة زيادة التعب والمشقة، فيروي البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر، وصلى بهم صلاة العشاء ركعتين قصرا، فقرأ في إحدى الركعتين بسورة {والتين والزيتون} عقب قراءته للفاتحة، وفي رواية النسائي أنه صلى الله عليه وسلم قرأها في الركعة الأولى.وقد كان هذا التخفيف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة العشاء في السفر والحضر رحمة بالناس؛ فقد نهى معاذ بن جبل رضي الله عنه عن الإطالة فيها، كما في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عندما صلى بالناس بسورة البقرة، قائلا له: «يا معاذ، أفتان أنت -ثلاثا-؟ اقرأ: {والشمس وضحاها}، و{سبح اسم ربك الأعلى} ونحوها». وعند الترمذي من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العشاء الآخرة بالشمس وضحاها، ونحوها من السور
وفي الحديث: حرص الصحابة رضي الله عنهم على نقل أفعال النبي صلى الله عليه وسلم، وأقواله، وأحواله إلى أمته للعلم والعمل بها