باب - قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الماهر بالقرآن مع الكرام البررة"
بطاقات دعوية
عن أبي هريرة سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت (60) [يتغنى 6/ 107] بالقرآن؛ يجهر به". [قال سفيان: تفسيره: يتغنى به] (61).
جمالُ الصَّوتِ في قِراءةِ القرآنِ ممَّا يُعينُ على الخشوعِ والتَّدبُّرِ لدَى القارئِ والمستمِعِ، وفي هذا الحَديثِ دَعوةٌ إلى تَحسينِ الصَّوتِ بقِراءةِ القرآنِ الكريمِ قَدْرَ الوُسْعِ والطَّاقةِ، فيُخبِرُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لَم يَستَمِعْ لشَيءٍ كاستِماعِه لِلنَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يَتَغَنَّى بِالقُرآنِ؛ فالفِعلُ (أَذِنَ) هنا بمعنَى: استمَعَ؛ واللهُ سُبحانَه وتعالَى يَسمَعُ أصواتَ العِبادِ كلِّهم؛ بَرِّهم وفاجِرِهم، ولكنَّ استِماعَه لقِراءةِ النَّبيِّ استِماعٌ خاصٌّ، وهو أعظَمُ وأبلغُ. والتَّغنِّي بالقُرآنِ هو أنْ يَجهَرُ بقِراءتِه، ويُحسِّنَ صَوتَه به، كما جاء في رِوايةٍ لمسلمٍ: «ما أَذِنَ اللهُ لشَيءٍ كأَذَنِه لنبيٍّ يَتغنَّى بالقُرآنِ يَجهَرُ به»؛ لأنَّه يَجتمِعُ في قِراءةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم طِيبُ الصَّوتِ، وتَمامُ الخَشيةِ، وذلك هو الغايةُ في ذلك.
وفي الحَديثِ: أنَّ في قِراءةِ الأنبياءِ طِيبَ الصَّوتِ لِكَمالِ خَلْقِهِم، وَتَمامِ الخَشيةِ، وهذا هو الغايةُ في ذلك.
وفيه: استحبابُ الاستماعِ لقراءةِ قارئٍ حَسَنِ الصَّوَتِ.
وفيه: إثباتُ صِفةِ الأَذَنِ -بفتحَتَين- بمعنى الاستماعِ لله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- على ما يليقُ بجلالِه.