باب كثرة النساء 2
بطاقات دعوية
- عن سعيد بن جبير قال: قال لي ابن عباس: هل تزوجت؟ قلت: لا. قال: فتزوج؛ فإن خير هذه الأمة (2) أكثرها نساء.
حَثَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على النِّكاحِ ورغَّبَ فيه، ومنعَ كُلَّ مَظهَرٍ من مَظاهِرِ العُزوفِ إلى الرَّهبنةِ وتحريمِ ما أحَلَّ اللهُ في النِّكاحِ وغَيْرِه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ سعيدُ بنُ جُبَيرٍ أنَّ ابنَ عَبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما سأله: هلْ تزوَّجْتَ أمْ لا؟ فأجابه بأنَّه لم يَتزوَّجْ، فقال له ابنُ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عنهما: «فتزوَّجْ؛ فإنَّ خيْرَ هذه الأمَّةِ أكْثرُها نِساءً»، أي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الذي يَجِبُ علينا الاقتداءُ به واتِّباعُ سُنَّتِه، كان أكثرَ أُمَّتِه نِساءً؛ لأنَّ اللهَ تعالَى أحلَّ له أن يجمَعَ بين أكثَرَ مِن أربعِ زوجاتٍ، فقد مات صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وله تِسعُ زَوجاتٍ، ولم يُشرَعْ لِغيرِه مِنَ الأمَّةِ إلَّا الجمْعَ بيْنَ أربعِ زوجاتٍ فقط. وقيل: إنَّ معْنى قوْلِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عنهما: إنَّ خيرَ أمَّة محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَن كان أكثرَ نِساءً مِن غيْرِه مِمَّنْ يَتساوَى معه فيما عَدا ذلك مِنَ الفضائلِ.
وفي الحَديثِ: الحَثُّ على الزَّواجِ لِمن ملك مُؤنَتَه.
وفيه: الحَثُّ على الزَّواجِ مِن أكثَرَ مِن امرأةٍ لِمن استطاع ذلك.