باب كيف الأذان
حدثنا النفيلي، حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي محذورة، قال: سمعت جدي عبد الملك بن أبي محذورة، يذكر أنه سمع أبا محذورة، يقول: " ألقى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذان، حرفا حرفا: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح "، قال: وكان يقول في الفجر: «الصلاة خير من النوم»
الصلاة وما تعلق بها من الأذان وغيره عبادة توقيفية، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيفيتها وسننها وآدابها، وفي هذا الحديث يحكي بلال مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه"، أي: يعلمه ويخبره، "بصلاة الفجر، فقيل: هو نائم"، ويحتمل أن نومه صلى الله عليه وسلم كان قبيل الفجر وقرب الأذان، فقال بلال رضي الله عنه: "الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم"، ويسمى هذا بالتثويب؛ من ثاب يثوب إذا رجع؛ فإن المؤذن إذا قال: حي على الصلاة فقد دعاهم إليها؛ فإذا قال بعد ذلك: الصلاة خير من النوم، فقد رجع إلى كلام معناه المبادرة إليها، ومعناه: هلموا وقوموا من فرشكم، وبيان أن الصلاة أفضل من النوم؛ لما فيها من الأجر والثواب الذي ربما يضيعه النوم، وقد قالها لتنبيه النبي صلى الله عليه وسلم وإيقاظه، "فأقرت في تأذين الفجر، فثبت الأمر على ذلك"، أي: فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على قوله: الصلاة خير من النوم، وثبتت في الأذان بعد قوله: حي على الفلاح، وخص الفجر به؛ لأنه وقت نوم وغفلة
وفي الحديث: الحرص على إعلام الناس بدخول وقت الصلاة، خصوصا وقت الفجر