باب كيف الرقى
حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبى ح وحدثنا ابن بشار حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن عبد الله بن أبى السفر عن الشعبى عن خارجة بن الصلت التميمى عن عمه قال أقبلنا من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأتينا على حى من العرب فقالوا إنا أنبئنا أنكم جئتم من عند هذا الرجل بخير فهل عندكم من دواء أو رقية فإن عندنا معتوها فى القيود قال فقلنا نعم. قال فجاءوا بمعتوه فى القيود - قال - فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية كلما ختمتها أجمع بزاقى ثم أتفل فكأنما نشط من عقال قال فأعطونى جعلا فقلت لا حتى أسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال « كل فلعمرى من أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق ».
الرقية من الأدوية التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا الحديث يخبر علاقة بن صحار رضي الله عنه: "أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم، ثم أقبل راجعا من عنده"، أي: إلى قبيلته التي أتى منها للنبي صلى الله عليه وسلم، "فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد، فقال أهله لعلاقة: إنا حدثنا أن صاحبكم هذا" يشيرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم "قد جاء بخير"، أي: أن ما جاء به من الإسلام فيه خير؛ "فهل عندك شيء تداويه؟"، أي: هل فيما جاء به نبيكم شيء تداوي به هذا الرجل المجنون؟ قال علاقة: "فرقيته بفاتحة الكتاب"، أي: قرأت عليه سورة الفاتحة، والرقية: ما يتعوذ به من القراءة، "فبرأ"، أي: شفي من الجنون الذي كان به
قال: "فأعطوني، مئة شاة"، أي: مكافأة، "فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: هل إلا هذا؟"، أي: هل قرأت بغير الفاتحة؟"وقال مسدد" وهو ابن مسرهد، أحد الرواة "في موضع آخر"، أي: في رواية أخرى: "هل قلت غير هذا؟" فالنبي صلى الله عليه وسلم يتحرى بهذا السؤال عما إذا كان قد أدخل في رقيته ما يخالف الدين، قال علاقة: "لا"، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خذها"، أي: الشياه المئة، "فلعمري"، أي: لحياتي، وهو من باب التأكيد لكلامه لا للقسم، "لمن أكل برقية باطل"، أي: كالذي يرقي بالجن أو الكواكب، "لقد أكلت برقية حق"، أي: إن الذي أخذته كان على رقيتك التي كانت بكلام الله عز وجل، وهو أحق أن يتداوى به، وهذا أولى ممن أخذ وأكل برقية تخالف شرع الله عز وجل؛ فعليه الإثم والوزر