باب "لا عدوى"
بطاقات دعوية
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"لا عدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل [الصالح 7/ 27] ".
قالوا: وما الفأل؟ قال:
"كلمة طيبة (وفي رواية: الكلمة الحسنة) ".
كلُّ ما يُصيبُ الإنسانَ مِن مَرضٍ في نَفْسهِ، فليسَ بِسبَبٍ مُنقطِعٍ عن تَقديرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، بلْ كلُّ شَيءٍ بقدَرٍ.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «لا عَدْوى»؛ فانتِقالُ المرضِ مِن المريضِ إلى غَيرِهِ لا يَحدُثُ تِلقائِيًّا بنَفسهِ، بلْ بِتَقديرِ اللهِ، وإنْ كانَ اللهُ جعَلَ انتقالَه عَلى تلكَ الصُّورةِ سَببًا ولا يَتعدَّى ذلكَ، وفي كثيرٍ مِن الأحيانِ رُبَّما لا يَنتقِلُ، «ولا طِيَرةَ»، أي: لا يُنشئُ التَّشاؤمُ مِن شَيءٍ أمرًا ما، فيَظنُّ الإنسانُ أنَّ ما جعَلَهُ سَببًا للتَّشاؤمِ مِن مَخلوقٍ، أو مكانٍ، أو زمانٍ؛ هو السَّببُ فيما يَحدُثُ له، بلْ كلُّ شَيءٍ بقَدَرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ثمَّ قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «ويُعجِبُني الفألُ الصَّالحُ»، ثمَّ أردفَ مُفسِّرًا: «الكلِمةُ الحسنةُ»، فتَجعَلُه يُحسِنُ الظَّنَّ برَبِّهِ، وتَشْرَحُ صَدْرَه، وتُريحُ فؤادَه، فالفألُ يُساعِدُ الإنسانَ على السَّعيِ في قَضاءِ مُهمَّاتِه وإتمامِها.
وفي الحَديثِ: النَّهيُ عن التَّشاؤمِ بالأحداثِ والزَّمانِ والمكانِ؛ لأنَّ كلَّ شَيءٍ بقَدَرِ اللهِ تعالَى.
وفيه: التَّوجيهُ إلى التَّفاؤلِ والاستِبشارِ بالكلمةِ الطَّيبةِ.