‌‌باب ما جاء أنه يبدأ بمؤخر الرأس

‌‌باب ما جاء أنه يبدأ بمؤخر الرأس

عن الربيع بنت معوذ ابن عفراء، «أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح برأسه مرتين، بدأ بمؤخر رأسه، ثم بمقدمه، وبأذنيه كلتيهما، ظهورهما وبطونهما». هذا حديث حسن، وحديث عبد الله بن زيد أصح من هذا وأجود إسنادا. وقد ذهب بعض أهل الكوفة إلى هذا الحديث منهم وكيع بن الجراح

علَّم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَّتَه الشَّرائعَ والفَرائضَ بالقولِ والفعلِ، والوضوءُ للصَّلاةِ مِن تلك الأمورِ التي تعَلَّمَها الصَّحابةُ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فنقَلوا أحوالَه في ذلك وكيفيَّةَ وُضوئِه.
وفي هذا الحديثِ تَقولُ الرُّبيِّعُ بنتُ مُعوِّذٍ رضِيَ اللهُ عنها: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأتينا"؛ أي يَزورُنا في بيتِنا، قال عبدُ اللهِ بنُ محمَّدِ بنِ عَقيلٍ: "فحَدَّثَتْنا"، أي: الرُّبَيِّعُ: "أنَّه"، أي: النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "قال: اسكُبي لي وَضوءًا"، أي: أَفرغي لي ماءً للوُضوءِ، قالت الرُّبَيِّعُ في كيفيَّةِ وُضوئِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "فغَسَل كفَّيْه ثلاثًا، ووضَّأَ وجهَه ثلاثًا"، وهكذا على غيرِ التَّرتيبِ المعتادِ، فغَسَل يدَيْه ثمَّ وجْهَه ثلاثَ مرَّاتٍ، "ومَضْمَضَ واستَنْشَقَ مرَّةً"، أي: دونَ تَثليثِ المضمضةِ والاستِنْشاقِ كما هو المشهورُ في بعضِ الرِّواياتِ، "ووَضَّأ يدَيْه ثلاثًا ثلاثًا"، أي: غسَل يدَه اليُمنى إلى المِرفَقِ ثلاثَ مرَّاتٍ، وكذلك فعَل باليُسرى، "ومسَح برأسِه مرَّتين يَبدَأُ بمُؤخَّرِ رأسِه، ثمَّ بمُقدَّمِه"، أي: مسَح أوَّلَ مرَّةٍ وبدَأ بمُؤخَّرِ الرَّأسِ وانتَهى بمُقدَّمِها، ثمَّ مسَح عليها مرَّةً ثانيةً، وبدَأ بمُقدَّمِ رأسِه، وانتَهى بمُؤخَّرِها، "وبأذُنَيْه كِلتَيْهما ظُهورِهما وبُطونِهما"، أي: مسَح أذنَيْه مِن الدَّاخِلِ والخارجِ، "ووَضَّأ رِجلَيْه ثلاثًا ثلاثًا"، أي: غسَل كلَّ رِجْلٍ ثلاثَ مرَّاتٍ، يَبدَأُ باليُمنَى وينتَهي باليُسْرى