‌‌باب ما جاء في الجلوس قبل أن توضع

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في الجلوس قبل أن توضع

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا صفوان بن عيسى، عن بشر بن رافع، عن عبد الله بن سليمان بن جنادة بن أبي أمية، عن أبيه، عن جده، عن عبادة بن الصامت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اتبع الجنازة لم يقعد، حتى توضع في اللحد، فعرض له حبر، فقال: هكذا نصنع يا محمد، قال: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «خالفوهم»: هذا حديث غريب، وبشر بن رافع ليس بالقوي في الحديث
‌‌

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُحرِّضُ أصْحابَه على مُخالفَةِ أهْلِ الكِتابِ ويأمُرُ بذلك.

وفي هذا الحديثِ يقولُ عُبادَةُ بنُ الصَّامتِ رَضِي اللهُ عَنه: "كان يقومُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في الجِنازَةِ"، أي: مِن فِعْلِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنْ يقِفَ للميِّتِ وهو في نعْشِه، "حتَّى توضَعَ في اللَّحْدِ"، أي: تُدفَنَ و"اللَّحْدُ": مِقدارُ ما يُحفَرُ للميِّتِ في القبْرِ ليُدفَنَ فيه، ويكونُ في وسَطِ القبْرِ، "فمَرَّ به حَبْرٌ"، أي: فمَرَّ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عالِمٌ مِن عُلَماءِ اليَهودِ، فقال للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "هكذا نفعَلُ"، أي: في جِنازاتِنا ونقِفُ لها، "فجلَسَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وقال: اجلِسُوا؛ خالِفُوهم"، أي: فجلَس النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ مُخالفَةً لفعْلِ اليَهودِ مِن الوقوفِ للجِنازَةِ، وأمَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أصْحابَه بالجلُوسِ مثلَه؛ مُخالفَةً لهم.