باب ما جاء في الدعاء إذا قام الرجل من الليل 2
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا سليمان بن أبي مسلم الأحول، خال ابن أبي نجيح، سمع طاوسا
عن ابن عباس، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل للتهجد ... فذكر نحوه (1).
الصَّلاةُ وُقوفٌ بيْن يَدَيِ اللهِ سُبحانه وتعالَى، ويَنْبغي على المُصلِّي أنْ يُحافِظَ على الطَّهارةِ، وحُسنِ الهَيئةِ، وتَطهيرِ الفَمِ وتَنظيفِ الأسنانِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ حُذيفةُ بنُ اليَمانِ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا قامَ لِلتَّهَجُّدِ -أي: لقِيامِ اللَّيلِ، والتَّهجُّدُ هو التَّيقُّظُ والسَّهرُ بعْدَ نَومةٍ مِن اللَّيلِ، ولَمَّا كان القائمُ يُصلِّي باللَّيلِ مُتيقِّظًا ساهرًا، سُمِّيَتِ الصَّلاةُ صَلاةَ التَّهجُّدِ، والمُصلِّي مُتهجِّدًا- يَشُوصُ فاهُ بالسِّواكِ، أي: يُنظِّفُ ويَدلُكُ أسنانَه بالسِّواكِ، والسِّواكُ يكونُ مِن جُذورِ شَجَرِ الأَراكِ، ويُتَّخَذُ لتَنظيفِ الأسنانِ وتَطهيرِ الفَمِ مِن الرَّوائحِ الكَريهةِ، ويَلحَقُ به استخدامُ كلِّ ما يُستحدَثُ لتَنظيفِ الفَمِ والأسنانِ عِندَ عدَمِ وُجودِ السِّواكِ؛ كفُرشاةِ الأسنانِ والمَعجونِ، والجمْعُ بيْنَهما حَسَنٌ.
ومِن الحِكمةِ مِن السِّواكِ عندَ الصَّلاةِ: أنَّ المُصلِّيَ يُناجي ربَّه، ويَقرَأُ القرآنَ، وتَسمَعُه الملائكةُ مِن فيهِ؛ فناسَبَ ذلك ألَّا يكونَ فَمُه له رائحةٌ مُتغيِّرةٌ أو غيرُ طيِّبةٍ؛ فرائحةُ الفَمِ تَتغيَّرُ بالنَّومِ، فيكونُ السِّواكُ تَطهيرًا له.
وفي الحديثِ: الإرشادُ إلى استِعمالِ السِّواكِ عندَ القِيامِ مِن النَّومِ، وعِندَ الصَّلاةِ لا سيَّما قِيامِ اللَّيلِ.