باب ما جاء في المؤمن يؤجر في النزع
سنن ابن ماجه
![باب ما جاء في المؤمن يؤجر في النزع](https://ghondur.com/a/uploads/images/202304/image_750x_64330d688a85f.jpg)
حدثنا بكر بن خلف أبو بشر، حدثنا يحيى بن سعيد، عن المثنى بن سعيد، عن قتادة، عن ابن بريدة
عن أبيه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المؤمن يموت بعرق الجبين" (1).
شدَّةُ الموتِ وسكراتِه ليستْ بالضَّرورةِ دليلًا على العذابِ أو سوءِ الخاتمةِ؛ يُوضِّحُ هذا ما في الحديثِ، حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "المؤمنُ يموتُ بعرَقِ الجَبينِ"، قيل: هو عِبارةٌ عن شدَّةِ الموتِ حتَّى يَعرَقَ جَبينُه لِتَمحيصِ ذُنوبِه، أو لزِيادةِ درَجتِه، وقيل: هو علامةُ الخيرِ عندَ الموتِ، وقيل: هو كنايةٌ عن كَدِّ المؤمنِ في طلَبِ الحلالِ وتَضييقِه على نفسِه بالصَّومِ والصَّلاةِ حتَّى يَلْقى اللهَ تعالى، وقيل: يَعرَقُ جَبينُه حياءً بما جاءه مِن البُشْرى به عندَ موتِه، والجبينُ: الجبهةُ ومُقدَّمُ الرَّأسِ.
وقد روَى أحمدُ وابنُ ماجه والترمذيُّ وغيرُهم عن سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضِي اللهُ عَنْه، قال: "سُئل النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: أيُّ النَّاسِ أشدُّ بَلاءً؟ قال: الأنبياءُ ثمَّ الأمثَلُ فالأمثلُ، يُبتَلى الرَّجلُ على حسَبِ دينِه، فإنْ كان صُلبًا في دينِه اشتدَّ بَلاؤُه، وإن كان في دينِه رِقَّةٌ هُوِّن عليه".