‌‌باب ما جاء في المشي إلى المسجد

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في المشي إلى المسجد

حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أقيمت الصلاة، فلا تأتوها وأنتم تسعون، ولكن ائتوها وأنتم تمشون، وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا»، وفي الباب عن أبي قتادة، وأبي بن كعب، وأبي سعيد، وزيد بن ثابت، وجابر، وأنس،: " اختلف أهل العلم في المشي إلى المسجد، فمنهم من رأى: الإسراع إذا خاف فوت التكبيرة الأولى، حتى ذكر عن بعضهم أنه كان يهرول إلى الصلاة «،» ومنهم من كره الإسراع، واختار أن يمشي على تؤدة ووقار، وبه يقول أحمد، وإسحاق، وقالا: العمل على حديث أبي هريرة "، وقال إسحاق: «إن خاف فوت التكبيرة الأولى فلا بأس أن يسرع في المشي»،
‌‌_________

لَمَّا كانتِ الصَّلاةُ لقاءً بيْن العبدِ وربِّه ناسَبَ ذلك أنْ يَستعِدَّ العَبدُ لهذا اللِّقاءِ، ويَتأدَّبَ بالأدَبِ اللَّازِمِ مع اللهِ سُبحانه وتَعالَى، وقد أرْشدَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه إلى كَثيرٍ مِن هذه الآدابِ، منها ما في هذا الحديثِ؛ فإنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَما سمِعَ جَلَبَةَ رجالٍ، يعني: صَوتَ حَركتِهم وكَلامِهم، وهو يُصلِّي الجماعةَ، فسَأَلَهم بعدَما انْتَهى مِن صَلاتِه عن سَببِ هذه الحَرَكةِ والصَّوتِ، فقالوا: تَعجَّلْنا؛ لِنُدركَ الصَّلاةَ، فنَهاهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَن هذا الاستعجالِ، وأرشَدَهم إلى ما يَلزَمُهم مِن السَّكينةِ والوَقارِ عندَ قُدومِهم إلى الصَّلاةِ، وأمَرَهم بالهُدوءِ والتَّأنِّي، فما أدْركْتُم مع الإمامِ في صَلاتِه فَصلُّوه معه، وما فاتَكم مِن صَلاتِه فَأتِمُّوه بعدَ سَلامِ الإمامِ، وتُدرِكون بذلك أجْرَ الجَماعةِ فلا تَتعجَّلوا.

وفي الحديثِ: الحثُّ على السَّكينةِ والوَقارِ عندَ الإتيانِ إلى الصَّلاةِ.