‌‌باب ما جاء في الوقت الأول من الفضل3

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في الوقت الأول من الفضل3

حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن إسحاق بن عمر، عن عائشة، قالت: «ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة لوقتها الآخر مرتين حتى قبضه الله»، «هذا حديث غريب، وليس إسناده بمتصل» قال الشافعي: «والوقت الأول من الصلاة أفضل، ومما يدل على فضل أول الوقت على آخره اختيار النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، فلم يكونوا يختارون إلا ما هو أفضل، ولم يكونوا يدعون الفضل، وكانوا يصلون في أول الوقت»، حدثنا بذلك أبو الوليد المكي، عن الشافعي

الصَّلاةُ في أوَّلِ وقتِها من أفضلِ الأعمالِ، وقدْ كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم والصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم يُصلُّون الفرائضَ في أوَّلِ الوقتِ ولا يُؤخِّرونَها لآخِرِ الوقتِ إلَّا مِن عُذرٍ، وفي هذا الحديثِ تقولُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "ما صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم صلاةً لوقتِها الآخِرِ مرَّتينِ حتَّى قبَضه اللهُ"، أي: إنَّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان يَقضي صلاتَه المكتوبةَ في أوَّلِ الوقتِ لا في آخِرِه، ولم يقَعْ منه الصَّلاةُ في آخِرِ الوقتِ إلَّا مرَّةً واحدةً إلى أن توفَّاه اللهُ.
قيل: لعلَّها لم تَعُدَّ صلاتَه مع جِبريلَ عليه السَّلامُ للتَّعلُّمِ، ولا صَلاتَه مع السَّائلِ للتَّعليمِ، وقيل: إنَّها لم تَعُدَّ صلاتَه مع جِبريلَ؛ لأنَّه لم يكُنْ منه هذا الفِعلُ اختياريًّا، أو المقصودُ المبالغةُ في عدمِ وُقوعِ ذلك منه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وقيل: إنَّه قد وقَع في بعضِ النُّسخِ أنَّها قالت: "إلَّا مرَّتينِ"، ويكونُ الظَّاهرُ منه صلاتَه مع جِبريلَ، وصلاتَه مع السَّائلِ، وقيلَ غيرُ ذلك.