‌‌باب ما جاء في خَلْقِ رسول الله صلى الله عليه وسلم

‌‌باب ما جاء في خَلْقِ رسول الله صلى الله عليه وسلم

علي بن أبي طالب قال: كان علي إذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لم يكن رسول الله بالطويل الممغط، ولا بالقصير المتردد، وكان ربعة من القوم، لم يكن بالجعد القطط، ولا بالسبط، كان جعدا رجلا، ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم، وكان في وجهه تدوير أبيض مشرب، أدعج العينين، أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتد، أجرد ذو مسربة، شثن الكفين والقدمين، إذا مشى تقلع كأنما ينحط في صبب، وإذا التفت التفت معا، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجود الناس صدرا، وأصدق الناس لهجة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم ". قال أبو عيسى: سمعت أبا جعفر محمد بن الحسين يقول: سمعت الأصمعي يقول في تفسير صفة النبي صلى الله عليه وسلم: " الممغط: الذاهب طولا ". وقال: " سمعت أعرابيا يقول في كلامه: تمغط في نشابته أي مدها مدا شديدا. والمتردد: الداخل بعضه في بعض قصرا. وأما القطط: فالشديد الجعودة. والرجل الذي في شعره حجونة: أي تثن قليل. وأما المطهم فالبادن الكثير اللحم. والمكلثم: المدور الوجه. والمشرب: الذي في بياضه حمرة. والأدعج: الشديد سواد العين. والأهدب: الطويل الأشفار. والكتد: مجتمع الكتفين وهو الكاهل. والمسربة: هو الشعر الدقيق الذي كأنه قضيب من الصدر إلى السرة. والشثن: الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين. والتقلع: أن يمشي بقوة. والصبب الحدور، نقول: انحدرنا في صبوب وصبب. وقوله: جليل المشاش يريد رءوس المناكب. والعشرة: الصحبة، والعشير: الصاحب. والبديهة: المفاجأة، يقال: بدهته بأمر أي فجأته "