باب ما جاء في رمي الجمار راكبا وماشيا2
سنن الترمذى
حدثنا يوسف بن عيسى قال: حدثنا ابن نمير، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رمى الجمار مشى إليها ذاهبا وراجعا»: «هذا حديث حسن صحيح»، وقد رواه بعضهم عن عبيد الله ولم يرفعه، " والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم، وقال بعضهم: يركب يوم النحر، ويمشي في الأيام التي بعد يوم النحر ".: «وكأن من قال هذا، إنما أراد اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في فعله، لأنه إنما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ركب يوم النحر حيث ذهب يرمي الجمار، ولا يرمي يوم النحر إلا جمرة العقبة»
رَمْيُ الجِمارِ مَنْسَكٌ عظيمٌ من مَناسِكِ الحَجِّ؛ وهو مأخوذٌ مِن فِعلِ إِبْراهِيمَ عليه السَّلامُ حِينما ذَهَبَ ليَذبَحَ ابْنَهُ كما أَمَرَهُ الله عزَّ وجلَّ، فاعْتَرَضَهُ الشَّيطانُ يُراجِعُه في أَمْرِ رَبِّه، فَرَجَمَهُ إِبْراهيمُ عليه السَّلامُ بِسَبْعِ حَصَياتٍ، فصارتْ هَدْيًا ومَنْسَكًا للحُجَّاجِ إلى قِيامِ السَّاعةِ.
وفي هذا الحديثِ: أنَّ الصَّحابيَّ الجَليلَ عبدَ الله بن عُمَرَ رضِي اللهُ عنهما "كان يأتى الجِمارَ"، أي: كان يذهبُ لرَمْيِ الجِمارِ وهو يُؤدِّي مَناسِكَ الحَجِّ، "في الأيَّامِ الثَّلاثةِ"، وهي أيَّامُ التَّشْريقِ الثلاثةُ: الحادي عشر، والثَّاني عشر، والثَّالث عشر من ذي الحِجَّةِ، "بعد يومِ النَّحْرِ"، أي: بعد يومِ الأَضْحَى، والنَّحْرُ هو الذَّبْحُ، "ماشِيًا"، أي: على قَدَمِه ولا يَركبُ، "ذاهِبًا وراجِعًا"، أي: في طريقِ ذَهابِه وعَوْدَتِه، "ويُخبِرُ أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يفعل ذلك"، أي: أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يَذهبُ لرَمْيِ الجِمارِ ماشِيًا ويَعودُ ماشِيًا، ولا يَركبُ في ذَهابِه ولا في عَوْدَتِه.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على اتِّباعِ هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في أداءِ المَناسِكِ.
وفيه: الحَثُّ على المَشْيِ لرَمْيِ الجِمارِ.