باب ما جاء في قضاء رمضان 1

سنن ابن ماجه

باب ما جاء في قضاء رمضان 1

حدثنا علي بن المنذر، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، وعن يحيى (2) بن سعيد، عن أبي سلمة، قال:سمعت عائشة تقول: إن كان ليكون علي الصيام من شهر رمضان فما أقضيه حتى شعبان (1).

هذا الحديث أخرجه البخاري واللفظ له، ورواه مسلم وفيه «الشُّغل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو برسول الله صلى الله عليه وسلم».

 وموضوع هذا الحديث: حكم تأخير قضاء رمضان؟

وفيه فوائد كثيرة منها: جواز تأخير قضاء رمضان إلى شعبان، وأن هذا القضاء على التراخي، فيجوز تأخير قضاء رمضان إلى شعبان، إلا أن الأولى أن يبادر الإنسان بالقضاء وقضاء ما عليه.

 فالقضاء يجب على التراخي، فيجوز تأخير قضاء رمضان إلى شعبان، إلا أنه لا يجوز على المسلم والمسلمة تأخير القضاء إلى أن يأتي رمضان الثاني، والمبادرة بالقضاء أولى، لأن عائشة -رضي الله عنها- اعتذرت بكونها لا تستطيع.

 وأيضاً: تأخير القضاء إلى رمضان الثاني، بعض الناس قد يمر عليه رمضان ورمضان ورمضانات خاصة من النساء، ولا يقضي وهذا حرام، لأن عائشة -رضي الله تعالى عنها وأرضاها- جعلت شعبان هو الغاية، قالت: «فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان».

 ومن الفوائد:الاعتذار عن فعل الأولى لدفع التهمة عن النفس، ولئلا يقتدي به أحد، فعائشة اعتذرت عن هذا مع أنه خلاف الأولى لتدفع التهمة فقالت: فما استطيع أو لمكان النبي صلى الله عليه وسلم مني أو مثل هذه الأعذار.

 ومن الفوائد التي ذكرها أهل العلم في هذا الباب: عظم حق الزوج، وأن حق الزوج مقدم على نوافل الطاعات والعبادات، ومثله: حق الأهل يقدم على نوافل الطاعات، لأن الحقوق واجبة لازمة بخلاف النوافل.

 وأيضا: أن المرأة مأجورة إذا تركت بعض النوافل، لرعاية بيتها وزوجها وأولادها، فهي مأجورة على هذا، فإذا نوت صيام التطوع ومنعها زوجها، فإنها تؤجر على ذلك. هذا إذا كان حاضراً، فإنها لا تصوم إلا بإذنه، أما إذا كان غير حاضر أو كان عند زوجة أخرى فإنها تصوم.

 وفيه فضل عائشة -رضي الله عنها وأرضاها - الصديقة بنت الصديق، ومكانة هذه الصحابية الجليلة أم المؤمنين عند النبي صلى الله عليه وسلم، وحسن عشرتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، نسأل الله أن يرزق نساءنا القدوة بها وبسائر أمهات المؤمنين.