‌‌باب ما ذكر في فضل العمرة

سنن الترمذى

‌‌باب ما ذكر في فضل العمرة

حدثنا أبو كريب قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة تكفر ما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»: هذا حديث حسن صحيح
‌‌

جعَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ الطاعاتِ وسائرَ أعمالِ الخيرِ مُكفِّراتٍ للذُّنوبِ ورافعاتٍ للدَّرَجاتِ، ومِن أجلِّ الطاعاتِ في الأجْرِ وأعْلاها في الدَّرجةِ الحجُّ والعُمرةُ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِفضْلِ عِبادةِ العُمْرةِ والحجِّ؛ أمَّا العُمرةُ فقالَ فيها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «العُمرةُ إلى العُمرةِ كَفَّارةٌ لِما بيْنَهما»، أي: مَن اعتَمَر عُمَرتَينِ مُتتابعتَينِ كانَتِ العُمرتانِ سَببًا في تَكفيرِ ما بيْنَهما مِن الصَّغائرِ، وعدَمِ المُؤاخَذةِ بها يومَ القِيامةِ، والعُمرةُ هي: التعبُّدُ للهِ تعالَى بالإحرامِ مِن الميقاتِ والطَّوافِ بالبيتِ، والسَّعْيِ بيْن الصَّفا والمَرْوةِ، والتحَلُّلِ منها بالحَلْقِ أو التَّقصيرِ. أمَّا الحجُّ فإنَّه قَصْدُ المشاعِرِ المقدَّسةِ؛ لأداءِ المناسكِ في مكانٍ ووقْتٍ مَخصوصٍ تَعبُّدًا للهِ عزَّ وجلَّ.
ثمَّ أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الحجَّ المبرورَ ليس له جَزاءٌ إلَّا الجنَّةُ، والمَبرورُ هو الذي لا يُخالِطهُ إثمٌ، أو هو المُتقبَّلُ الخالصُ الخالي مِنَ الرِّياءِ والسُّمعةِ، وقد تَحقَّقتْ فيه أركانُه وواجباتُه، وهذا الحجُّ جَزاؤُه عندَ اللهِ تعالَى هو الجنَّةُ.
وفي الحديثِ: الترغيبُ في الاستِكثارِ مِن الاعتِمارِ.