باب ما يدعو به إذا انتبه من الليل4
سنن ابن ماجه
حدثنا علي بن محمد، حدثنا أبو الحسين، أخبرنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن شهر بن حوشب، عن أبي ظبية
عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من عبد بات على طهور، ثم تعار من الليل، فسأل الله (2) من أمر الدنيا، أو من أمر الآخرة، إلا أعطاه" (3)
الحِفاظُ على الطَّهارةِ مع المُداومَةِ على ذِكْرِ الله شِعارُ المُسلِمِ الحَقِّ؛ فإنَّه يكونُ بذَلِكَ طاهِرَ الظَّاهرِ والباطِنِ، وقد حثَّنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الحِفاظِ على الطَّهارةِ والذِّكرِ؛ مبيِّنًا ما فيه مِن الفَضْلِ والأَجْرِ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "ما مِنْ مَسْلِمٍ يَبيتُ على ذِكْرٍ طاهرًا"، أي: أيُّ مُسلمٍ يتَّصِفُ بهذه الصِّفَةِ في أيِّ ليلةٍ بأنْ يَبِيتَ طاهرًا مِن الحَدَثِ الأَصْغَرِ والأكبَرِ، ثُمَّ يَذْكُرَ اللهَ قَبْلَ النَّومِ، "فيَتعارُّ مِنَ اللَّيلِ"، أي: يَنْتَبِهُ ويَسْتيقِظُ مِنْ نومِه ويتَقلَّبُ، أو يَقْلَقُ دونَ أنْ يَقومَ "فيَسأَلُ اللهَ خيرًا مِن الدُّنيا والآخِرةِ إلَّا أعطاه إيَّاه"، أي: فيَطْلُبُ مِنَ اللهِ ويَدْعوه بأيِّ أَمْرٍ من خيرِ الدُّنيا أو الآخِرةِ، إلَّا اسْتَجابَ اللهُ لدُعائِه بفَضْلِ طَهارتِه وذِكْرِه للهِ.
وفي الحديثِ: الإشارةُ إلى أنَّ المُداومَةَ على الطَّهارةِ والذِّكْرِ أسبابِ إجابةِ الدُّعاءِ.