باب ما يذكر في الشيب 1
بطاقات دعوية
عن ثابت قال: سئل أنس (ومن طريق محمد بن سيرين قال: سألت أنسا) عن خضاب النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال:
إنه لم يبلغ ما يخضب، لو شئت أن أعد شمطاته في لحيته (24).
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحْسنَ الناسِ خَلْقًا وخُلُقًا، وقد نقل الصَّحابةُ رَضِيَ اللهُ عنهم جميعَ أوصافِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الخِلْقيَّةَ منها والخُلُقيَّةَ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبرُ التابعيُّ ثابِتُ البُنانيُّ أنَّ أَنَسَ بنَ مالكٍ رَضِيَ الله عنه سُئِلَ عن خِضَابِ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والخِضَابُ: تَغْيِيرُ لَوْنِ الشَّعرِ عن البَيَاضِ، فأَخْبَر أنَّ البَيَاضَ في شَعرِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان قليلًا، ولم يَبلُغْ حدًّا يَجعَلُه يُغيِّره بالصَّبْغ، ولِقِلَّتِه لو شاء أَنَسٌ لَعَدَّ شَمَطَاتِه في لِحْيتِه، والشَّمَطَاتُ: الشَّعَرَاتُ البِيضُ التي يجاوِرُها غَيرُها من الشَّعرِ الأسوَدِ. قيل: تِسعَ عَشرةَ شَعرةً بيضاءَ، وقيل: عِشرون، وقيل: خمسَ عَشرةَ شَعرةً، وقيل: سَبعَ عَشرةَ أو ثمانيَ عَشرةَ. وقد وَرَد أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَضَب شَعْرَه، كما عند أحمدَ عن عُثمانَ بنِ عبدِ اللهِ، قال: دخَلْنا على أمِّ سَلَمةَ رضِيَ اللهُ عنها فأخرجت إلينا من شَعرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فإذا هو مخضوبٌ أحمَر بالحِنَّاءِ والكَتمِ، فيكونُ قد فَعَله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحيانًا، وقِيلَ: إنَّ تغيُّرَ لَونِ شَعرِه كان مِن الطِّيبِ لا التَّخضِيبِ.