باب ما يكره من الخيل
حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن سلم - هو ابن عبد الرحمن - عن أبى زرعة عن أبى هريرة قال : كان النبى -صلى الله عليه وسلم- يكره الشكال من الخيل. والشكال : يكون الفرس فى رجله اليمنى بياض وفى يده اليسرى بياض أو فى يده اليمنى وفى رجله اليسرى. قال أبو داود : أى مخالف.
الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ هو ذِرْوةُ سَنامِ الإسلامِ، وفيه تُبذَلُ الأمْوالُ والأنْفُسُ في سَبيلِ اللهِ، لكِنَّ أجْرَهُ عظيمٌ، وقدْ جَعَل اللهُ الخَيلَ رَمزًا للعَتادِ والقُوَّةِ في الحُروبِ والجِهادِ؛ ولذلك فإنَّ القويَّ منها مُفضَّلٌ في التَّربيةِ والإعدادِ للجهادِ
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَكرَهُ «الشِّكَالَ» في الخَيْلِ، وهو أنْ يكونَ الفَرَسُ في رِجْلِه اليُمنَى بَيَاضٌ، وفي يَدِه اليُسرَى، أو في يَدِه اليُمنَى ورِجْلِه اليُسرَى، وهذا التَّفسيرُ هو أحدُ الأقوالِ في الشِّكالِ، وقيل: الشِّكالُ هو أنْ يكونَ مِن الخيلِ ثلاثُ قَوائمَ مُحجَّلةٌ وواحدةٌ مُطلَقةٌ، وقيل: إذا ابيَضَّتِ اليدُ والرِّجلُ مِن جانبٍ واحدٍ، قِيل: به شِكالٌ
ولعلَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَرِهَه؛ لأنَّه قدْ جرَّب ذلك الجِنْسَ مَثَلًا، فوَجَد أنَّه ليْس فيه قوَّةٌ وليْس فيه تَميَّزٌ، أو لأنَّه على صُورةِ الخيلِ المشكولِ، أي المربوطةِ مِن أرجُلِها الثَّلاثِ، فيكونُ قدْ كَرِه اسمَ الشِّكالِ مِن جِهةِ اللَّفظِ؛ لأنَّه يُشعِرُ بنَقيضِ ما تُرادُ به الخيلُ له مِن الانطلاقِ، وقيل: الحكمةُ مَجهولةٌ
وفي الحديثِ: بيانُ ما يُكرَهُ مِن صِفاتِ الخَيْلِ