باب ماجاء في زمزم
بطاقات دعوية
عن عاصم عن الشعبي أن ابن عباس رضي الله عنهما حدثه قال:
سقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من زمزم، فشرب وهو قائم. قال عاصم: فحلف عكرمة: ما كان يومئذ إلا على بعير (47)
نَقَلَ الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم ما رَأوْه مِن أفعالِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأقوالِه في حَجَّةِ الوَداعِ.
وفي هذا الحَديثِ يَحكي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه سَقى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن ماءِ زَمزَمَ، فشَرِبَ مِن ذلك الماءِ وهو قائِمٌ.
ثم يَحكي عاصِمٌ، أحَدُ رُواةِ الحَديثِ، أنَّ عِكرِمةَ، مَولى ابنِ عبَّاسٍ، حَلَفَ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان راكِبًا بَعيرَه عِندَما شَرِبَ. قيل: إنَّ حَلِفَ عِكرِمةَ مِن قَبيلِ ما عَلِمَ مِن نَهيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنِ الشُّربِ قائمًا، وأيضًا فإنَّ كَلامَ عِكرِمةَ له وَجهٌ يَستقيمُ مِن لَفظِ الحَديثِ؛ وهو أنَّ الرَّاكبَ على بَعيرٍ إذا وَقَفَ على شَيءٍ فإنَّه يُقالُ له: قائِمٌ، ويُقالُ له: واقِفٌ، بمَعنى أنَّه كان راكبًا عليها، وهي قائمةٌ، وعليه فقد لا يُفيدُ الحَديثُ ما دَلَّ عليه ظاهِرُه مِن أنَّه شَرِبَ قائمًا على رِجلَيْه، بل قد يكونُ جالِسًا على بَعيرِه.
ولكِنْ وَرَدَ في صَحيحِ البُخاريِّ أنَّ عَليًّا رَضيَ اللهُ عنه شَرِبَ قائمًا، وقال: رَأيْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَعَلَ كما رَأيْتُموني فَعَلتُ. وهذا قَولٌ صَريحٌ في شُربِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قائمًا على رِجلَيْه، ولَعلَّ ذلك لِبَيانِ الجَوازِ.
وفي الحَديثِ: جَوازُ الشُّربِ قائمًا.