‌‌باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك

‌‌باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك

حدثنا حسين بن عيسى، حدثنا طلق بن غنام، حدثنا عبد السلام بن حرب الملائي، عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة، قال: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، قال أبو داود: «وهذا الحديث ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب، لم يروه إلا طلق بن غنام وقد روى قصة الصلاة عن بديل جماعة لم يذكروا فيه شيئا من هذا»

( وهذا الحديث ) أي حديث أبي الجوزاء عن عائشة ( لم يذكروا فيه شيئا من هذا ) قال المنذري : يعني دعاء الاستفتاح . وقال الدارقطني : قال أبو داود ، لم يروه عن عبد السلام غير طلق بن غنام وليس هذا الحديث بالقوي . هذا آخر كلامه . وأخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث حارثة بن أبي الرجال عن حمزة عن عائشة ، وحارثة هذا لا يحتج بحديثه . وقد أخرج مسلم في الصحيح من حديث عبدة وهو ابن أبي لبابة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك وهو موقوف على عمر ، وعبدة لا يعرف له سماع من عمر وإنما سمع من عبد الله بن عمر ، ويقال رأى ابن عمر رؤية . وقد روي هذا الكلام عن عمر بن الخطاب مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الدارقطني : المحفوظ عن عمر من قوله وذكر من رواه مرفوعا . وقال : وهو الصواب انتهى كلام المنذري 

فائدة : قال في منتقى الأخبار : وأخرج مسلم في صحيحه أن عمر كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول ( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ) وروى سعيد بن منصور في سننه عن أبي بكر الصديق أنه كان يستفتح بذلك وكذلك رواه الدارقطني عن عثمان بن عفان وابن المنذر عن عبد الله بن مسعود وقال الأسود : كان عمر إذا افتتح الصلاة قال : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ، يسمعنا ذلك ويعلمنا رواه الدارقطني . انتهى 

وقال في نيل الأوطار : قال المؤلف رحمه الله : واختيار هؤلاء يعني الصحابة الذين ذكر بهم الاستفتاح بهذه الكلمات وجهر عمر به أحيانا بمحضر من الصحابة ليتعلمه الناس مع أن إخفاءه يدل على أنه الأفضل وأنه الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم عليه غالبا ، وإن استفتح بما رواه علي أو أبو هريرة فحسن ، لصحة الرواية ، انتهى . ولا يخفى أن ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أولى بالإيثار والاختيار . وأصح ما روي في الاستفتاح حديث أبي هريرة ثم حديث علي ، وأما حديث عائشة فقد عرفت ما فيه من المقال ، وكذلك حديث أبي سعيد ستعرف المقال الذي فيه . قال الإمام أحمد : أما أنا فأذهب إلى ما روي عن عمر ولو أن رجلا استفتح ببعض ما روي كان حسنا . قال ابن خزيمة : لا نعلم في الافتتاح بسبحانك اللهم خبرا ثابتا وأحسن أسانيده حديث أبي سعيد ثم قال : لا نعلم أحدا ولا سمعنا به استعمل هذا الحديث على وجهه . انتهى