باب من لبس شهرة من الثياب1
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن عبادة، ومحمد بن عبد الملك الواسطيان، قالا: حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن مهاجر
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من لبس ثوب شهرة، ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة" (1)
في هذا الحَديثِ وعيدٌ شديدٌ لِمَن يَلبَسُ ثِيابًا يَفخَرُ ويتَكبَّرُ بها، حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "مَن لَبِس ثوبَ شُهرةٍ"، أي: ما يُقصَدُ به الرِّياءُ والكِبرُ، وتتَعاظَمُ به نفسُه على النَّاسِ، وقيل: هو ما لا يَحِلُّ لُبسُه مِن الثِّيابِ، "ألبَسَه اللهُ يومَ القيامةِ"، وهذا وعيدٌ مِن اللهِ لِمَن يَفعَلُ ذلك أن يُلبِسَه في الآخرةِ، "ثوبًا مِثلَه"، أي: مِثلَ ثِيابِه الَّتي كان يَلبَسُها في الدُّنيا مُتكبِّرًا بها، "ثمَّ تُلَهَّبُ"، أي: تُشعَلُ "فيه النَّارُ".
وقوله: "في لفظٍ: ثوبَ مَذَلَّةٍ"، أي: وفي روايةٍ أُخرى مِن الحديثِ، أنَّ مِن وَعيدِ اللهِ لِمَن يَفعَلُ ذلك أن يُلبَسَ ثِيابًا يُذَلُّ بها؛ على عَكسِ ما كان يَقصِدُه بِلُبسِه أمامَ النَّاسِ؛ فالجزاءُ مِن جِنسِ العمَلِ.