باب: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة
بطاقات دعوية
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات يشرك بالله شيئا دخل النار وقلت أنا: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة
كان الصحابة رضي الله عنهم يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور الدين، وقد كانوا أكثر الناس خوفا ووجلا من الله مع رجائهم فيه سبحانه وتعالى وفي رحمته
وفي هذا الحديث يروي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فسأله: «ما الموجبتان؟»، أي: ما الخصلتان من الخير والشر اللتان إذا فعلتا إحداهما، أوجبت لصاحبها الجنة أو أوجبت له النار؟ فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالموجبة الأولى وهي: أن من مات وهو مؤمن بالله موحد له، فهذه خصلة الإيمان التي توجب له الجنة فيدخلها، ومن كانت عليه ذنوب فإما أن يعفو الله عنه دون حساب، أو يحاسبه على ما قدم ثم يدخله الجنة، كما روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي ذر: «ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، ثلاثا، ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر»، ولا يشمل هذا الجزاء المنافق
والموجبة الثانية: أن من مات وهو مشرك بالله بأي نوع من الشرك الأكبر، كأن يعبد مع الله غيره، أو يعتقد أن أحدا شريك مع الله في الخلق والتدبير، فهذه هي خصلة الشرك التي توجب لصاحبها النار فيدخلها ويخلد فيها أبدا، وحقيقة الشرك الموجب لدخول النار: اتخاذ الند مع الله؛ سواء كان هذا الند في الربوبية أو الألوهية
وفي الحديث: بيان فضل الإيمان بالله تعالى وتوحيده
وفيه: التحذير من الشرك بالله عز وجل وبيان عظيم خطره