باب مناقب عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
بطاقات دعوية
عن حفصة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "إن عبد الله رجل صالح؛ [لو كان يكثر الصلاة من الليل 8/ 80 - 81] " (47).
كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُحِبُّ الرُّؤى وَيتَفاءَلُ بِها، وكانَ كَثيرًا ما يَسألُ أصحابَهُ: هلْ رأى أحدٌ مِنكمْ رُؤيا؟ فإذا رَأى أَحدُهمْ رُؤيا فسَّرها لَهُ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي عبدُ اللهِ بنُ عمرَ رضِيَ اللهُ عنْهما أنَّه رأى رُؤيا في المَنامِ وكأنَّ في يَدَيْه قِطعةً مِن حَريرٍ، فَلا يُشِيرُ بهذهِ القِطعةِ مِن الحَريرِ إلى أيِّ مكانٍ في الجَنَّةِ إلَّا طارتْ به إلى ذَلكَ المكانِ، فكأنها كالجَناحِ يَطيرُ به حيثُ شاء.
فحكى عبدُ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه هذِهِ الرُّؤيا لأختِه حَفْصةَ زَوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لعلَّها تَحكِيها للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فيُفسِّرُها، فقَصَّتْها حَفصةُ رضِيَ اللهُ عنْها علَى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فكان تعقيبُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَمَّا سَمِع رؤيا عبدِ اللهِ: «إنَّ أخاكِ رَجلٌ صالحٌ،، أو قال: إنَّ عَبْدَ اللهِ رجُلٌ صالحٌ»، وفي الصَّحيحينِ: «لو كان يُصَلِّي من اللَّيلِ»، فهذا حَضٌّ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على قيامِ اللَّيلِ؛ لِما فيه من عظيمِ الأجرِ والثَّوابِ.
وفي الحَديثِ: مَنقبةٌ جَليلةٌ لعبدِ اللهِ بنِ عُمرَ رضِي اللهُ عنهما.
وفيه: أنَّ الرُّؤيا الصَّادقةَ مِن المبشِّراتِ للصَّالِحين، وهي ممَّا يُؤيِّدُ اللهُ بها إيمانَهم، ويُثبِّتُ قلوبَهم على الحقِّ.
وفيه: مَشروعيَّةُ النيابةِ في قَصِّ الرُّؤيا.
وفيه: تأدُّبُ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومَهابتُه له؛ حيث لم يَقُصَّ رُؤياه بنَفْسِه.