رفع اليدين مدا
سنن النسائي
أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا ابن أبي ذئب قال: حدثنا سعيد بن سمعان قال: جاء أبو هريرة إلى مسجد بني زريق فقال: " ثلاث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل بهن تركهن الناس: كان يرفع يديه في الصلاة مدا، ويسكت هنيهة، ويكبر إذا سجد وإذا رفع "
كان الصَّحابةُ رَضِي اللهُ عَنهم أحرَصَ النَّاسِ على اتِّباعِ سُنَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وتَبليغِها لِمَن بعدَهم
وفي هذا الحديثِ يقولُ سعيدُ بنُ سَمْعانَ: "جاء أبو هُرَيرةَ إلى مسجدِ بني زُرَيقٍ"، وبنو زُرَيقٍ بطنٌ مِن الأنصارِ، فقال: "ثلاثٌ"، أي: ثلاثُ خِصالٍ، "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يعمَلُ بهِنَّ"، أي: مِن سنَّتِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "ترَكَهنَّ النَّاسُ"، أي: ترَكوا العمَلَ بهنَّ؛ إمَّا جَهلًا، أو لاعتقادِهم أنَّ تَرْكَهنَّ لا يُضِرُّ بالصَّلاةِ، "كان يرفَعُ يدَيْهِ في الصَّلاةِ مَدًّا"، أي: عند تكبيرةِ الإحرامِ، ويُبالِغُ في رَفعِها، وقيل: يُحمَلُ مستوى رَفعِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ليدَيْهِ على الأحاديثِ الَّتي فسَّرَتْ ذلك، وهو أنَّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم رفَع يدَيْهِ حَذْوَ المَنكِبَيْنِ، وحِيالَ الأُذُنَيْنِ، "ويسكُتُ هُنَيْهَةً"، أي: جزءًا يَسيرًا مِن الوقتِ بعدَ التَّكبيرِ وقبْلَ قِراءةِ الفاتحةِ، وقد ورَد أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم كان يَدْعو بما يُعرَفُ بدُعاءِ الاستفتاحِ بعد تَكبيرةِ الإحرامِ وقبْلَ القراءةِ، "ويُكبِّرُ إذا سجَد وإذا رفَع"، أي: في كلِّ انتقالاتِه مِن حركةٍ إلى أُخرى، يقولُ: اللهُ أكبَرُ، إلَّا في الرَّفعِ مِن الرُّكوعِ؛ فهو مُستثنًى بنَصٍّ، والَّذي فيه أنَّه يقولُ إذا رفَع مِن الرُّكوعِ: "سمِعَ اللهُ لِمَن حمِدَه"
وفي الحديثِ: بيانُ حِرصِ الصَّحابةِ على تعليمِ النَّاسِ سنَّةَ النَّبيِّ