باب وجوب أمره أهله وأولاده المميزين وسائر من في رعيته بطاعة الله تعالى ونهيهم عن المخالفة وتأديبهم ومنعهم من ارتكاب منهي عنه 1
بطاقات دعوية
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «كخ كخ إرم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة!؟». متفق عليه. (1)
وفي رواية: «أنا لا تحل لنا الصدقة».
وقوله: «كخ كخ» يقال: بإسكان الخاء، ويقال: بكسرها مع التنوين وهي كلمة زجر للصبي عن المستقذرات، وكان الحسن - رضي الله عنه - صبيا.
كرم الله سبحانه وتعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وطهره ورفع درجته على العالمين، وخصه بخصائص تليق بمقام النبوة، وترفعه عن سائر الناس، ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم وآل بيته لا يأكلون الصدقة، كما يخبر أبو هريرة رضي الله عنه في هذا الحديث، أن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وهو ابن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، أخذ تمرة من تمور الزكاة فجعلها في فمه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كخ كخ؛ ليتركها ولا يأكلها، و«كخ»: كلمة تقولها العرب عند تحقير الشيء والتنفير منه، ويغلب استعمالها مع الصغار، فأخرجها الحسن من فمه، فقال له صلى الله عليه وسلم: أما علمت أن آل محمد لا تحل لهم الصدقة؛ تكريما وتشريفا لهم؛ لأنها أوساخ الناس، أي: تطهير لأموالهم وأنفسهم. وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم الذين تحرم عليهم الصدقة هم: ذريته، وأزواجه، وآل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس
وفي الحديث: تربية الصبيان وتدريبهم على التزام الشريعة، وتجنيبهم المحرمات.
وفيه: تعريف الصبي علة النهي عند نهيه عن شيء، ما وجد الناهي إلى ذلك سبيلا.