باب وجوب أمره أهله وأولاده المميزين وسائر من في رعيته بطاعة الله تعالى ونهيهم عن المخالفة وتأديبهم ومنعهم من ارتكاب منهي عنه 5

بطاقات دعوية

باب وجوب أمره أهله وأولاده المميزين وسائر من في رعيته بطاعة الله تعالى ونهيهم عن المخالفة وتأديبهم ومنعهم من ارتكاب منهي عنه 5

عن أبي ثرية سبرة بن معبد الجهني - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «علموا الصبي الصلاة لسبع سنين، واضربوه عليها ابن عشر سنين» حديث
حسن رواه أبو داود والترمذي، وقال: «حديث حسن». (1)
ولفظ أبي داود: «مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين».

شرائع الدين ينبغي أن يتعلمها الأولاد بالتدرج والتسلسل حتى تكون سهلة عليهم، ويبدأ معهم في تعليمها قبل وقت وجوبها عليهم؛ فالطفل يولد لا يعقل شيئا، ثم يكتسب معارفه من الملاحظة والتعلم من الآخرين وخاصة الوالدين
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين"، أي: اطلبوا منهم ووجهوا لهم الأمر بالصلاة، وتعلم كيفيتها وآدابها، وما يستدعيه ذلك من حفظ بعض القرآن الكريم وهم في سن سبع سنوات، وهذا سن السماح والتجاوز والتعلم
"واضربوهم عليها وهم أبناء عشر"، أي: إذا بلغ الطفل عشر سنين ألزم بالصلاة التي ظل ثلاث سنوات يتدرب عليها، فإذا قصر في الصلاة بعد هذه السن ضرب وعوقب حتى يعتاد على أدائها، فإذا ما دخل وقت التكليف يكونون قد اعتادوا عليها دون أدنى تفريط منهم في تلك العبادة
"وفرقوا بينهم في المضاجع"، أي: إذا بلغوا سن العاشرة يفرق بين الأولاد بصفة عامة، وبين الذكور والإناث بصفة خاصة في النوم بجانب بعضهم البعض، ويفصل بينهم؛ لأن هذا العمر بداية الدخول في مرحلة البلوغ ومعرفة الشهوة، حتى إذا وصلوا إلى سن البلوغ والشهوة يكونون قد اعتادوا على هذا الفصل، والمراد بالمضاجع: أماكن النوم
وفي الحديث: بيان عظم قدر الصلاة والاهتمام بها، ومشروعية ضرب الأبناء على التقصير في الصلاة عند بلوغهم سن العاشرة
وفيه: الحث على تعليم الأولاد ما ينفعهم ويصلحهم، والحث على سد كل ذرائع الفتنة بين الذكور والإناث