باب: وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته

بطاقات دعوية

باب: وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته

حديث أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة

يبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من سنة الله في الأنبياء جميعا أن يمدهم بالمعجزات، فلا يبعث الله نبيا إلا أعطاه معجزة يستدل بها على نبوته، ويثبت بها رسالته، ويتحدى بها كل من عارضه وكذب به؛ فالمعجزة أمر خارق للعادة يظهر على يد الرسول؛ ليكون شاهد إثبات له بالرسالة
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر»، أي: ليس هناك نبي إلا وقد أعطي من المعجزات ما يكفي لإثبات رسالته حتى يؤمن به الناس من البشر؛ كناقة صالح، وعصا موسى، وإحياء الموتى لعيسى، عليهم جميعا الصلاة والسلام، فهذه معجزات ترى بعين الحس، فلا ينظر أحد إلى المعجزة التي ظهرت على يديه من أهل النفوس السليمة من العناد والاستكبار إلا بادر إلى الإيمان، «وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي»، أي: وإنما كانت المعجزة العظمى التي أعطاها الله لي هي هذا الكتاب الخالد الباقي والمحفوظ إلى يوم القيامة، وهو القرآن الكريم، فما من أحد يقرؤه بتأمل وتدبر دون عناد أو حسد أو تكبر، إلا عرف أنه كلام الله، وأن محمدا رسول الله؛ لما فيه من أنباء الغيب التي لا تأتي إلا من خبر السماء، وما اشتمل عليه من الأحكام والقوانين الإلهية التي تصان بها حقوق الإنسان؛ من دين ونفس، ومال ونسب، وعقل وعرض
وإعجاز القرآن مشاهد بالعيان؛ متجدد ما تعاقب الليل والنهار، فمن ارتاب الآن في صدق قوله، قيل له: فأت بسورة من مثله، ولما كانت هذه المعجزة قاطعة الظهور مستمرة مدى الدهور، اشترك في معرفتها المتقدمون والمتأخرون، واستوى في معرفة صدق محمد صلى الله عليه وسلم السابقون واللاحقون، فدخل العقلاء في دينه دخولا متتابعا، وحقق الله تعالى له رجاءه؛ فكان أكثر الأنبياء تابعا، وقوله صلى الله عليه وسلم: «فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا» علم من أعلام النبوة؛ فإنه أخبر عليه السلام بهذا في زمن قلة المسلمين، ثم من الله تعالى وفتح على المسلمين البلاد وبارك فيهم حتى انتهى الأمر واتسع الإسلام في المسلمين إلى هذه الغاية المعروفة
وفي الحديث: أن من فضائل القرآن كونه المعجزة الخالدة لنبينا صلى الله عليه وسلم في جميع العصور والأزمان
وفيه: كثرة أتباع نبينا صلى الله عليه وسلم يوم القيامة