باب {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب}
بطاقات دعوية
عن مجاهد قال ابن عباس: أمره أن يسبح في أدبار الصلوات كلها؛ يعني قوله: {وأدبار السجود}.
ذِكرُ اللهِ تعالَى مِن أفضَلِ الأَعمالِ وأجَلِّها؛ به يُرفَعُ الإنسانُ دَرَجاتٍ، ويَنالُ به الخيرَ والبرَكاتِ، وذِكرُ اللهِ مَطلوبٌ في جميعِ الأوقاتِ، لا سِيَّما دُبُرَ الصَّلَواتِ المكتوبةِ.
وفي هذا الحديثِ يُبَيِّنُ ابنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما المرادَ مِن قَولِه تعالَى: {فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} [ق: 40]، فيَذكُرُ أنَّه أمْرٌ مِنَ اللهِ سُبحانه لِلنِّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالتَّسبيحِ عَقِبَ الصَّلواتِ، وتُطْلَقُ السَّجدةُ على الصَّلاةِ بطَريقِ ذِكرِ الجزءِ وإرادةِ الكُلِّ. والتَّسبيحُ: هوَ التَّنزيهُ، فقَولُ: «سُبْحانَ اللهِ» يعني: أُنزِّهُ اللهَ عن كلِّ ما لا يَليقُ بذاتِه؛ مِن الشَّريكِ والزَّوجةِ والولدِ، وجَميعِ النَّقائصِ.
وقد وردَتْ أحاديثُ كثيرةٌ عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الذِّكرِ بعْدَ الصَّلاةِ، وقدْ صحَّ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تَسبيحُه بعْدَ الصَّلواتِ المكتوبةِ وحثُّه على ذلك، ومن ذلك ما ورد في صَحيحِ مُسلمٍ: «مَن سبَّحَ دُبرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ، وحمِدَه ثلاثًا وثلاثينَ، وكبَّرَه ثلاثًا وثلاثينَ، فتلكَ تسعٌ وتِسعون، وقال تمامَ المائةِ: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شَيءٍ قَديرٌ؛ غُفِرَتْ له خَطاياه».