تأخير السحور 1
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب، قال: أنبأنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن عاصم، عن زر، قال: قلنا لحذيفة: أي ساعة تسحرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: «هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع»
السُّحورُ فرْقٌ بينَ صِيامِ المُسلِمينَ وأهلِ الكِتابِ، وفيه بَركةٌ كما أخْبَر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وبه يُتَقوَّى على مُواصَلةِ الصَّومِ طَوالَ اليومِ، وتأخيرُه إلى ما قبلَ الفجرِ أفضلُ مِن التعجيلِ به في أوَّلِ اللَّيلِ
وفي هذا الحديثِ يَحكي التَّابعيُّ الجليلُ زِرُّ بنُ حُبيشٍ أنَّه تسحَّرَ مع حُذيفةَ بنِ اليَمانِ الصَّحابيِّ الجليلِ رضِيَ اللهُ عنه، قال: "ثمَّ خرَجْنا إلى الصَّلاةِ"، أي: إلى صَلاةِ الفجرِ، "فلمَّا أتَينا المسجِدَ صلَّينا ركعتَينِ"، أي: ركعَتَيْ سُنَّةِ الفجرِ القَبْليَّةِ، "وأُقيمَتِ الصَّلاةُ وليس بينَهما إلَّا هُنيهةٌ"، وليس بينَ صلاةِ سُنَّةِ الفجرِ وبينَ إقامةِ صلاةِ الفريضةِ إلَّا وقتٌ قصيرٌ، وهذا يدُلُّ على أنَّ حُذيفةَ بنَ اليمانِ كان يتَّبِعُ السُّنَّةَ النَّبويَّةَ ويُؤخِّرُ السُّحورَ إلى ما قبلَ الفجرِ بقليلٍ، وهو المقصودُ في قولِ اللهِ تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187]، أي: يتَبيَّنُ الفجرُ تبيُّنًا جَليًّا كبيرًا
وفي الحديثِ: الحثُّ على تأخيرِ السُّحورِ إلى قُبَيلَ الفجرِ