تأويل قوله عز وجل: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون} [الأعراف: 204] 2
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال: حدثنا محمد بن سعد الأنصاري قال: حدثني محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا» قال أبو عبد الرحمن: كان المخرمي يقول: هو ثقة يعني محمد بن سعد الأنصاري
الصَّلاةُ عِبادةٌ تَوقيفيَّةٌ، علَّمَها النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه بفرائضِها وسُننِها وآدابِها، ومن ذلك: تَعليمُه كيفيَّةَ نتَّبِعِ الإمامِ في صَلاةِ الجَماعةِ
وفي هذا الحديثِ يَقولُ أبو هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّما جُعِلَ الإمامُ ليُؤَتَمَّ به"، أي: يُقْتَدى به وتُتَّبَعَ أفعالُه؛ فمِن شأْنِ التَّابعِ ألَّا يتقدَّمَ على المتبوعِ، بل يفعَلُ مثْلَ فِعْلِه، ويتحرَّكَ بعدَ حَركتِه، لا أنْ يسبِقَه في حَركاتِه، وكذلك الصَّلاة، "فإذا كبَّرَ فكبِّروا"، أي: إذا كبَّرَ للإحرامِ بالصَّلاةِ، فاتَّبِعوه فيه وكبِّروا عدَه، ولا تسبِقوه، كما في روايةِ أبي داودَ: "ولا تُكبِّروا حتَّى يُكبِّرَ" "وإذا قرَأَ فأنْصِتوا"، أي: إذا قرَأَ في الصَّلاةِ الجهريَّةِ فاستَمِعوا لقراءتِه، سواءٌ قرَأَ الفاتحةَ أو ما بعدَها من القُرآنِ
وفي الحديثِ: بَيانُ ضَرورةِ اتِّباعِ الإمامِ في صَلاةِ الجماعةِ