تعظيم الدم 3
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد، عن شعبة، عن يعلى، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو قال: «قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا»
لقد عظَّمَ الشَّرعُ المُطهَّرُ حُرمَةَ الدِّماءِ ونهَى عن قتْلِ النَّفسِ بغيرِ حَقٍّ، وبيَّن ما لقاتِلِ النَّفْسِ المُؤمِنةِ بغيرِ حقٍّ مِن الجَزاءِ والوَعيدِ
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "والَّذي نَفسي بيَدِه"، أي: أُقسِمُ باللهِ عزَّ وجلَّ؛ وذلك لأنَّ اللهَ تعالى هو الَّذي يَملِكُ الأنفُسَ، وكثيرًا ما كان يُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بهذا القسَمِ، "لَقَتْلُ مؤمِنٍ"، أي: بغيرِ وجهِ حقٍّ، "أعظَمُ عند اللهِ مِن زَوالِ الدُّنيا"، أي: فنائِها وانتِهائِها، فزوالُها أهوَنُ عند اللهِ مِن قَتلِ المسلِمِ؛ فهذا بيانٌ لحُرمتِه، وتَعظيمِ دَمِه، وما فيه مِن شدَّةِ الوعيدِ للقاتِلِ