حث الإمام على الصدقة في الخطبة 1
سنن النسائي
أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا داود بن قيس، قال: حدثني عياض، عن أبي سعيد، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم العيد فيصلي ركعتين، ثم يخطب فيأمر بالصدقة، فيكون أكثر من يتصدق النساء، فإن كانت له حاجة أو أراد أن يبعث بعثا تكلم وإلا رجع»
صلاةُ العيدِ لها أهمِّيَّةٌ عَظيمةٌ في الإسلامِ ففيها تَظهَرُ قوَّةُ الإسلامِ ووَحْدَةُ المسلِمين وتَجمُّعُهم، مع ما فيه مِن إظهارِ البَهجةِ والسُّرورِ والإقبالِ على اللهِ عزَّ وجلَّ
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبُو سَعِيدٍ الخُدْريُّ رَضِي اللهُ عنه، فيقولُ: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَخرُجُ يومَ العيدِ"، أي: يَخرُجُ للخَلاءِ وفي مكانٍ واسعٍ، "فيصلِّي بالنَّاسِ رَكعتَينِ، ثُمَّ يُسلِّمُ؛ فيَقِفُ على رِجْلَيه فيَستَقبِلُ النَّاسَ وهم جُلوسٌ": أي: لِيَخطُبَ خُطبةَ العيدِ، "فيَقولُ: تَصدَّقوا تصَدَّقوا"، أي: إنَّ ما يَذكُرُه في الخُطبةِ أنَّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يأمُرُ أصحابَه بالصَّدَقةِ؛ "فأكثَرُ مَن يتَصدَّقُ النِّساءُ؛ بالقُرْطِ"، وهو مِن الزِّينةِ الَّتي تَلبَسُها النِّساءُ وتُعلِّقُها في الأُذُنِ، "والخاتَمِ والشَّيءِ"، أي: أشياءَ أُخَرَ مِن حُلِيِّهنَّ، "فإنْ كانت له حاجةٌ يُريدُ أن يَبعَثَ بَعثًا"، أي: إنْ أراد أن يُرسِلَ جيشًا إلى جِهَةٍ مُعيَّنةٍ، "يَذكُرُه لهم وإلَّا انصَرَف"، وإنَّما يَأمُرُهم يومَ العِيدِ بذلك لاجتِماعِهم هُناك؛ فلا يَحتاجُ إلى أن يَجمَعَهم مرَّةً أخرى
وفي الحديثِ: بَيانُ هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في صلاةِ العيدِ وأنَّ الخُطبةَ تَكونُ بعدَ الصَّلاةِ ويَقِفُ الإمامُ أمامَ النَّاسِ
وفيه: الحثُّ على الصَّدَقاتِ في خُطبَةِ العِيدِ