حديث البراء بن عازب 129
مستند احمد
حدثنا وكيع، حدثنا شعبة، وسفيان، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ابن عازب، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت في الفجر»
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَتقرَّبُ إلى اللهِ بالدُّعاءِ على كلِّ حالٍ، ومِن ذلكَ دُعاءُ القُنوتِ الَّذي يَدْعو به في صَلاتِه، فالدُّعاءُ مِن أفضَلِ العِباداتِ والطَّاعاتِ الَّتي يَفعَلُها العبدُ
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ البَراءُ بنُ عازبٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قنَتَ في صَلاتَيِ الفَجرِ والمَغرِبِ، والقُنوتُ: هو اسمٌ للدُّعاءِ في الصَّلاةِ، في مَحِلٍّ مَخصوصٍ مِنَ القِيامِ، وهو الدُّعاءُ بعْدَ الرَّفعِ مِنَ الرُّكوعِ أو قبْلَه؛ حيثُ يَشرَعُ الإمامُ قبْلَ النُّزولِ للرُّكوعِ، أو عَقِبَ القِيامِ مِنَ الرُّكوعِ الأَخيرِ في الدُّعاءِ، ويُؤمِّنُ على دُعائِهِ المأْمُومونَ
وفي رِوايةِ أبي داودَ-مِن حَديثِ عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما-: «قنَتَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَهْرًا مُتتابِعًا في الظُّهرِ والعَصرِ والمَغرِبِ والعِشاءِ وصَلاةِ الصُّبحِ في دُبُرِ كلِّ صَلاةٍ، إذا قال: «سَمِعَ اللهُ لِمَن حمِدَه» مِنَ الرَّكْعةِ الآخِرةِ، يَدْعو على أحياءٍ مِن بَنِي سُلَيمٍ؛ على رِعْلٍ، وذَكْوانَ، وعُصَيَّةَ، ويُؤمِّنُ مَن خَلْفَه»فكان سبَبُ قُنوتِه هذا: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَدْعو على أحياءٍ مِن أَحْياءِ المُشرِكينَ؛ قَتَلوا نَحْوَ سَبعينَ قارئًا للقُرآنِ، كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ بعَثَهم إليهم؛ ليَدْعُوهم إلى الإسلامِ، ويُعلِّموهم، فظلَّ يَدْعو عليهم، كما رَوَى البُخاريُّ ومُسلِمٌ مِن حَديثِ أنَسِ بنِ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنهُ أنَّه قال: «قنَتَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شهْرًا يَدْعو على أحياءٍ مِن أَحْياءِ العرَبِ، ثُمَّ ترَكَه»