حديث البياضي
مستند احمد
قرأت على عبد الرحمن بن مهدي، مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي حازم التمار، عن البياضي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة، فقال: «إن المصلي يناجي ربه عز وجل، فلينظر ما يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن»
مِن آدابِ المساجِدِ: عدمُ إزعاجِ المصلِّين والمُعتكِفينَ؛ فمَن كان في المسجدِ فلا يَصْخَبْ ولا يرفَعْ صوتَه، ولا يُشوِّشْ على المُصلِّين ولو بقراءَةِ القرآنِ والذِّكرِ
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو سعيدٍ الخُدْريُّ رَضِي اللهُ عنه: "اعتَكَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم في المسجِدِ"، والاعتِكافُ هو المُكوثُ في المسجِدِ بنِيَّةِ الانقِطاعِ للعبادةِ لمدَّةٍ معيَّنةٍ، وكان النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ يَعتكِفُ في أواخِرِ رمَضانَ في العَشْرِ الأخيرةِ، "فسَمِعَهم"، أي: أصحابَه الَّذين كانوا معَه في المسجِدِ، "يَجهَرون بالقِراءةِ"، أي: يَرفَعون أصواتَهم بقِراءةِ القرآنِ، "فكشَف السِّتْرَ، وقال: ألَا إنَّ كُلَّكم مُناجٍ ربَّه"، أي: كلَّكم يَدعو اللهَ ويُناجيه بصوتٍ مُنخفِضٍ واللهُ سميعٌ عليمٌ ويَسمَعُ مُناجاةَ عِبادِه؛ "فلا يُؤذِيَنَّ بعضُكم بعضًا، ولا يَرفَعْ بَعضُكم على بعضٍ في القراءةِ- أو قال: في الصَّلاةِ-"، أي: لا يَرفَعْ صوتَه بالقِراءةِ في المسجِدِ، سواءٌ كان في الصَّلاةِ أو خارِجَها؛ حتَّى لا يُؤذِيَ غيرَه ممَّن يَحضُرُ معَه
وفي الحديثِ: النَّهيُ عن رفْعِ الأصواتِ في المساجدِ ولو بقراءةِ القرآنِ