حديث المغيرة بن شعبة 31
مستند احمد
حدثنا محمد بن أبي عدي، عن حميد، عن بكر، عن حمزة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه، قال: تخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقضى حاجته، فقال: «هل معك طهور؟» قال: فاتبعته بميضأة فيها ماء، فغسل كفيه ووجهه، ثم ذهب يحسر عن ذراعيه، وكان في يدي الجبة ضيق، فأخرج يديه من تحت الجبة، فغسل ذراعيه، ثم مسح على عمامته وخفيه، وركب وركبت راحلتي، فانتهينا إلى القوم، وقد صلى بهم عبد الرحمن بن عوف ركعة، فلما أحس بالنبي صلى الله عليه وسلم، ذهب يتأخر، فأومأ إليه أن يتم الصلاة وقال: «قد [ص:109] أحسنت، كذلك فافعل»
الماءُ نَعْمةٌ عظيمةٌ، أَنْزَلَه اللهُ تعالى مِنَ السَّماءِ وجَعَل منه كُلَّ شيءٍ حيٍّ، ومنه يَشْربُ العِبادُ ويتَطهَّرون به، ولا يقومُ مائِعٌ آخَرُ مَقامَه
وفي هذا الأثَرِ يقولُ أبو خَلْدَةَ: "سأَلتُ أبا العاليةِ" وهو رُفَيعُ بنُ مِهْرانَ، "عَنْ رَجُلٍ"، أي: عنْ حالِ رَجُلٍ، "أصابَتْه جَنابةٌ"، أي: صار جُنُبًا مِنْ إنزالِ المَنِّيِّ، "وليسَ عِنْدَه ماءٌ" مُطْلَقٌ ليَغْتَسِلَ بِه، "وعِنْدَه نبيذٌ"، وهو ما يُعْمَلُ مِنَ الأشربةِ؛ مِنَ التَّمْرِ والزَّبيبِ والعَسَلِ والحِنْطَةِ والشَّعيرِ، بأنْ يُتْركَ في الماءِ ويُطْرَحَ فيهِ مَنْقوعًا، ثُمَّ يُشْرَبُ؛ "أيَغْتَسِلُ بِه؟" أي: هَلْ يَصِحُّ الاغْتِسالُ بِه ويُجْزِئُه؟ "قال" أبو العاليةِ: "لا"، أي: لا يَغْتَسِلُ بِه ولا يَصِحُّ ذلك
وفي الأثرِ: حِرْصُ التَّابعينَ على العِلْمِ والتَّعلُّمِ والتَّفقُّهِ في الدِّينِ