حديث المغيرة بن شعبة 61
مستند احمد
حدثنا وكيع، حدثنا مسعر، عن أبي صخرة جامع بن شداد، عن مغيرة بن عبد الله، عن المغيرة بن شعبة، قال: ضفت بالنبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فأمر بجنب، فشوي، قال: فأخذ الشفرة، فجعل يحز لي بها منه، قال: فجاءه بلال يؤذنه بالصلاة، فألقى الشفرة، وقال: «ما له تربت يداه؟» ، قال مغيرة: وكان شاربي وفى فقصه لي رسول الله صلى الله عليه وسلم على سواك، أو قال: «أقصه لك على سواك»
إكرامُ الضَّيفِ مِن صِفاتِ المؤمِنين، ومِن محاسَنِ كرمِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجَميلِ شَمائلِه، أنَّه كان يَقومُ على رِعايَةِ ضُيوفِه بنَفْسِه
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ المُغيرةُ بنُ شُعْبةَ رَضِيَ اللهُ عنه: "ضِفْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ ليلةٍ"، أي: نَزَلتُ عليه ضَيفًا في ليلةٍ مِن اللَّيالي، "فأمَرَ بجَنْبٍ فشُوِي"، والجَنْبُ هو قِطعةُ اللَّحْمِ العَظيمةُ الَّتي في جَنْبِ الشَّاةِ، فأخَذ "الشَّفْرةَ"، أي: السِّكينَ، "فجَعَل يَحِزُّ لي بها منه"، أي: يَقْطَعُ لي مِن هذا الجَنْبِ، "قال: فجاء بِلالٌ فآذَنه بالصَّلاةِ"، أي: أعْلَمَه أنَّ النَّاسَ يَنْتظِرونه، وأنَّه سيُقيمُ الصَّلاةَ، "قال: فأَلْقى الشَّفْرةَ، وقال: ما له"، أي: لِم أَعْجَلَنا؟ "تَرِبتْ يداه"، أي: الْتَصقَتْ بالتُّرابِ، وليس المرادُ منها الدُّعاءَ عليه، بل هي كلمةٌ جَرَتْ على ألسِنَةِ العَرَبِ، كأنَّهُ كَرِهَ اسْتِعجالَه إلى الصَّلاةِ حتَّى يؤدِّيَ للضَّيفِ حقَّه، قال: "وقام يُصلِّي"، يعني دونَ أن يُجدِّدَ الوُضوءَ، قال: "وكان شارِبي وَفَى"، أي: صار طويلًا كثيفًا، "فقَصَّه لي على سِواكٍ"، أي: قَصَّ ما زاد عن السِّواكِ، وشَكَّ الرَّاوي هل فَعَل النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ذلك، "أو قال له: أَقُصُّهُ لك على سِواكٍ