حديث جابر بن سمرة السوائي150
مسند احمد
حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد، أخبرنا سماك، قال سمعت جابر بن سمرة، وقيل له: أكان في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم شيب؟ قال: " لم يكن في رأسه ولا في لحيته إلا شعرات في مفرق رأسه، إذا دهنهن واراهن الدهن
صلاته بعد تخفي
صانَ اللهُ تَعالى رُسُلَهُ مِنَ الصِّفاتِ الذَّميمةِ والمُنفِّرةِ في الخِلْقةِ؛ لأنَّ رِسالَتَهُم تَستَدعي رَغْبةَ النَّاسِ فيهم، وعَدَمَ نُفورِهِم منهم، وقد كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جَميلَ الهَيْئةِ، حَسَنَ الشَّعرِ، ولم يَنتَشِرْ فيه الشَّيبُ.
وفي هذا الحَديثِ: "أنَّ جابِرَ بنَ سَمُرةَ سُئِلَ عن شَيبِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، والشَّيبُ هو الشَّعرُ الأبيَضُ في الرَّأسِ أو اللِّحْيةِ، فقالَ رضِيَ اللهُ عنه: "لم يكُنْ في رَأسِ رَسولِ اللهِ شَيبٌ إلَّا شَعراتٌ في مَفرِقِ رَأسِهِ"، وهو وَسَطُ الرَّأسِ ومُنتَصَفُها، ومَوضِعُ فَرقِ الشَّعرِ يَمينًا وشِمالًا "إذا ادَّهَنَ واراهُنَّ الدُّهْنُ"، بمَعْنى إذا دَهَنَها بالزَّيتِ ونَحوِهِ من الطِّيبِ لم تَظهَرْ الشَّعراتُ البِيضُ، ولم يُرَ منه شَيبٌ، والمُرادُ أنَّ الشَّعرَ الأبيَضَ في رَأسِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ قَليلًا جِدًّا بحيث إنَّه لو دَهَنَها بطِيبٍ ونَحوِهِ لم تَظهَرْ، وإذا لم يَدهُنْ ظَهَرَتْ قَليلةً.
وفي الحَديثِ: بَيانُ بَعضِ شَمائِلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم .