حديث حنظلة الكاتب الأسيدي 2
مستند احمد
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن حنظلة الأسيدي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من حافظ على الصلوات الخمس، على وضوئها، ومواقيتها، وركوعها، وسجودها، يراها حقا لله عليه، حرم على النار»
الأعمالُ الصَّالحةُ تتفاوَتُ في درجاتِها
وفي هذا الحديثِ يُبيِّنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أهمَّ الأعمالِ التي تُدخِلُ الجنَّةَ، حيثُ يقولُ: خَمسٌ مَن جاءَ بهِنَّ مع إيمانٍ دخلَ الجنَّةَ, أي: مَن التزمَ بهذهِ الخَمسِ، وكانَ مؤمِنًا باللهِ، كانَ حقًّا على اللهِ أن يُدخِله, فأوَّلُها: المحافظةُ على الصَّلواتِ الخمسِ, أي: المواظبةُ على أدائِها كما يَنبغي, وذلكَ بإتقانِ الوُضوءِ, وتأدِيةِ أركانِها مِن الرُّكوعِ والسُّجودِ، وغيرِ ذلكَ بطُمأنينةٍ وخُشوعٍ معَ الشُّروطِ اللازِمةِ, والحفاظِ على مواقيتِها، أي
أدائِها في أوَّلِ وقتِها وعدمِ الخُروجِ عن وقتِها المحدَّدِ
وثانِيها: صومُ شَهرِ رمضانَ المبارَكِ إيمانًا باللهِ تعالى واحتِسابًا للأجرِ
وثالثُها: الحَجُّ إلى بيتِ اللهِ الحرامِ إنْ استطاعَ إلي ذلكَ سَبيلًا، وامتلكَ الزَّادَ والراحلةَ ونفقةَ أهلِه مِن بعدهِ. ورابعُها: إعطاءُ الزَّكاةِ المفروضةِ برِضًا وطِيبِ نَفسٍ بعدَ استِيفاء شُروطها إذا وجَبَتْ عليه
وخامِسُها: أداءُ الأمانةِ, و"الأمانةُ": الودِيعةُ، وأداؤُها: الوفاءُ بها، وقد فسَّرها أبو الدَّرداءِ رضيَ اللهُ عَنه بجُزءٍ مِن مَعناها. فقالَ: إنَّها الغُسلُ مِن الجنابةِ, وسُمِّي الغُسلُ مِن الجنابةِ أمانةً؛ لأنَّه يكون بينَ العبدِ وربِّه، لا يَطَّلعُ عليه أحدٌ