حديث رجل من الأنصار 2
مسند احمد
حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا أبو بشر، عن علي بن بلال الليثي قال: صليت مع نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثوني: أنهم «كانوا يصلون المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينطلقون يترامون لا يخفى عليهم مواقع سهامهم، حتى يأتون [ص:343] ديارهم في أقصى المدينة»
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَديدَ الحِرصِ في أمْرِ الصَّلاةِ، ومِن ذلك أنه كان حَريصًا على تَعليمِ أصحابِه أوَّلَ وَقتِ كُلِّ صَلاةٍ مِنَ الصَّلواتِ الخَمسِ، وآخِرَه
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو رافِعٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم كانوا يُصَلُّونَ المَغرِبَ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيَنتَهونَ مِنَ الصَّلاةِ ويَخرُجونَ مِنَ المَسجِدِ ويَستَطيعُ الواحدُ منهم أنْ يَرى مَواقِعَ نَبْلِه، والنَّبلُ: السِّهامُ التي تَخرُجُ مِنَ القَوسِ، والمَعنى: أنَّه يَبقى مِن ضَوءِ الغُروبِ ما يَستَطيعونَ به رُؤيةَ تلك السِّهامِ مع بُعدِها عنهم، وهذا كِنايةٌ عن أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُصَلِّي المَغرِبَ في أوَّلِ الوَقتِ، بمُجَرَّدِ أنْ تَغرُبَ الشَّمسُ، فأوَّلُ وَقتِ المَغرِبِ هو مَغيبُ الشَّمسِ
وفي الحَديثِ: التَّعجيلُ بصَلاةِ المَغرِبِ وقِصَرُها