حديث زيد بن أرقم 30
مستند احمد
حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبي عبيد، عن ميمون أبي عبد الله قال: قال زيد بن أرقم: وأنا أسمع، نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بواد يقال له: وادي خم فأمر بالصلاة فصلاها بهجير، قال: فخطبنا، وظلل لرسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فقال: «ألستم تعلمون، أو ألستم تشهدون، أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟» قالوا: بلى، قال: «فمن [ص:74] كنت مولاه، فإن عليا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»
لعلِيِّ بنِ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عَنه مَناقِبُ كَثيرةٌ؛ فهو مِن آلِ بَيتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وزَوجُ ابنته، وأحَدُ الخُلَفاءِ الرَّاشِدينَ
وهذا الحَديثُ فيه بَيانٌ لِبَعضِ مَناقبِهِ؛ حيثُ يَقولُ مَيْمونُ أبو عَبدِ اللهِ: "كُنتُ عِندَ زَيدِ بنِ أرقَمَ، فجاءَ رَجُلٌ من أقْصى الفُسْطاطِ" بمَعْنى جاءَ رَجُلٌ من آخِرِ الخَيْمةِ أو من آخِرِ مَكانِ الإقامةِ "فسَأَلَهُ عن ذا، قالَ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ: ألستُ أوْلى بالمُؤمِنينَ من أنفُسِهم؟" وهذا استِفْهامٌ تَقْريريٌّ بأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أوْلى بالمُؤمِنينَ وبالحُكْمِ فيهم مِن أنفُسِهم، وقيلَ: معناه: ألَسْتُ أحَقَّ بالمحبَّةِ والتَّوْقيرِ والإخْلاصِ كما يُشيرُ إليه قَولُهُ تَعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6]، "قالوا: بَلى" فلمَّا أقَرُّوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "قالَ: مَن كُنتُ مَوْلاهُ، فعليٌّ مَوْلاهُ" والمُرادُ: وَلاءُ الإسلامِ من مَحَبَّةٍ ومَوَدَّةٍ ونُصْرةٍ للمُسلِمِ، "قالَ مَيْمونٌ: فحَدَّثني بَعضُ القَومِ، عن زَيدٍ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ: اللَّهُمَّ والِ مَن والاهُ " فأحِبَّ مَن أحَبَّه؛ بقَرينةِ: "وعادِ مَن عاداهُ
وفي الحَديثِ: الحَثُّ على مَحَبَّةِ عليٍّ؛ لِحُبِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم له