حديث طارق بن شهاب 6
مستند احمد
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن مخارق، عن طارق بن شهاب قال: قدم وفد بجيلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اكسوا البجليين، وابدءوا بالأحمسيين» قال: فتخلف رجل من قيس قال: حتى أنظر ما يقول لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: فدعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس مرات: «اللهم صل عليهم، أو اللهم بارك فيهم» مخارق الذي يشك
لمَّا هاجَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المَدينةِ واستَقَرَّ فيها بَنى دَولةَ الإسلامِ، وبَنى المَسجِدَ، وآخى بَينَ المُهاجِرينَ والأنصارِ، وبَدَأت حَياةُ الكِفاحِ والجِهادِ في سَبيلِ اللهِ، حَتَّى أعَزَّ اللَّهُ تعالى المُسلِمينَ، وفتَحَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَكَّةَ في السَّنةِ الثَّامِنةِ للهجرةِ، ودَخل النَّاسُ في دينِ اللهِ أفواجًا، وأقبَلَت وُفودُ قَبائِلِ العَرَبِ إلى المَدينةِ سَنةَ تِسعٍ مِنَ الهِجرةِ، وسُمِّي ذلك العامُ بعامِ الوُفودِ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَستَقبِلُهم ويُكرِمُهم بالعَطايا ويَدعو لهم، ولمَّا قَدِمَ وَفدُ بَجيلةَ سَنةَ عَشرٍ مِنَ الهِجرةِ. وهم: بَطنٌ عَظيمٌ يَنتَسِبُ إلى أُمِّهم بَجيلةَ، وهم: بَنو أنمارِ بنِ أراشِ بنِ كَهلانَ، مِنَ القَحطانيَّةِ. ويتفَرَّعون إلى عِدَّةِ بُطونٍ: مِنهم قَسْرٌ، وبَنو أحمَسَ بنِ الغَوثِ بنِ أنمارٍ، وعُرَينةُ. قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه: اكسُوا البَجَليِّينَ، أي: أعطوهمُ الأكسِيَةَ يَلبَسونَها، وابدؤوا بالأحمَسِيِّينَ، أي: مَن كان مِن قَبيلةِ أحمَسَ، وهم فَرعٌ مِن بَجيلةَ. فأسلَمَ وفدُ بَجيلةَ وبايَعوا، وتَخَلَّف، أي: تَأخَّرَ عنِ الرُّجوعِ إلى قَومِه رَجُلٌ مِن قيسٍ، أي: مِن قَبيلةِ قَيسٍ يُريدُ أن يَعرِفَ ماذا سَيَقولُ رَسولُ اللهِ للوفدِ الذينَ جاؤوا. قال: فدَعا لَهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَمسَ مَرَّاتٍ: اللهُمَّ صَلِّ عليهم. أوِ اللهُمَّ بارِكْ فيهم. مخارِقٌ الذي يَشُكُّ، أي: مخارِقٌ، وهو أحَدُ الرُّواةِ، هو الذي شَكَّ هَل قال رَسولُ اللهِ: اللهُمَّ صَلِّ عليهم. أو: اللَّهُمَّ بارِكْ فيهم
وفي الحَديثِ كَرَمُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
وفيه دُعاءُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لوَفدِ بَجيلةَ