حديث عبد الله بن أبي أوفى 3
مستند احمد
حدثنا عمرو بن الهيثم، حدثنا شعبة، عن سليمان الشيباني، عن ابن أبي أوفى قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نبيذ الجر الأخضر» قال: قلت: فالأبيض؟ قال: «لا أدري»
كانتِ العرَبُ قديمًا يتَّخِذون أوانيَ ربَّما يكونُ لها أثَرٌ في الطَّعامِ والشَّرابِ، فجاء الإسلامُ فرشَّدَ استخدامَها
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو إسحاقَ الشَّيبانيُّ سُليمانُ بنُ أبي سُليمانَ، عن عبدِ اللهِ بنِ أبي أوْفَى رضِيَ اللهُ عنه: "نَهَى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن نَبيذِ الجرِّ الأخضرِ"، أي: عن الانتِباذِ فيه، والجَرُّ: هوَ الإناءُ المَصنوعُ مِن فَخَّارٍ، والنَّبِيذُ: نَقيعُ التَّمرِ والزَّبِيبِ ونحوِهِما قبلَ أنْ يَشتَدَّ ويُصبِحَ مُسكِرًا، قال الشَّيبانيُّ: "قلْتُ: فالأبيضُ؟" قال ابنُ أبي أوْفى: "لا أدري"، وفي روايةِ البُخاريِّ: "قال: لا"، أي: إنَّ حُكْمَه حُكْمُ الأخضرِ. قيل: إنَّ الوصْفَ بالخُضرةِ لا مفهومَ له، وكأنَّ الجِرارَ الخُضرَ حينئذٍ كانتْ شائعةً بينهم؛ فكان ذِكْرُ الأخضرِ لبَيانِ الواقعِ لا للاحترازِ
وقد ثبَتَ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما يَنسَخُ هذا النَّهيَ؛ ففي صَحيحِ مُسلمٍ عن بُريدةَ الأسلميِّ رضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "نَهيتُكم عن النَّبيذِ إلَّا في سِقاءٍ، فاشْرَبوا في الأسقيةِ كلِّها، ولا تَشْرَبوا مُسكِرًا"؛ فظهَرَ أنَّ النَّهيَ كان بسبَبِ الإسكارِ، وليسَ عن الأواني لذاتِها